رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ

Sunday, August 26, 2007

!!!!الرافعي

المصائب والنساء , من شقاء الشقيِّ أن يبالغ فيهن ؛ فإن ما ينالك من خوف المصيبة ليس منها , ولكنه منك وما يذهلك من حب المرأة ليس فيها , ولكنه فيك ؛ فأنت من ذلك كالذي ينحت صنماً من الحجر ثم يصله بمكان الرغبة والرهبة من نفسه , فإذا القدرة كلها استفاضت عليه , وإذا الحجرُ الذي لا يملك ولا حشرة من حشرات الأرض قد تملك رجلاً بعقله وقلبه وحواسه وحيّزه من الدنيِّا ؛ وإذا هذا الرجلُ يتعبَّدُ بحقيقته لخياله وبعقله لوهمه , وبعلمه لجهله وبما يَصدق فيه لما يكذب عليه ؛ ويبقى الحجرُ حجر ولا يبقى الرجلُ رجلاً ؛ وكذلك يصنع عاشق المرأة بالمرأة , وهي عند نفسه كأنما نَبَتَ جسمُها على صنم معبود ؛ يحسب فيها السماء والجنة , وما فيها أكثر من امرأة ويكون منها في الحب والرضا كحجر الألماس : يلقى عليه الضوء لوناً واحداً فيخرجه من قلبه ألوانا ذوات عدد في بَريق وبَصيص , وفي البغض والنفرة كالجسم المحترق : تحوُّل كله ناراً من شرارة أو جمرة أو شعلة , وهو في كلتا الحالتين يُسر ويألم بمادّته كلها بقليل طرأ عليه من مادتها هي , فهي شئ واحد ولكنها بمادته تنقلب جمالاً ملءَ عينيه , وفتنة ملء صدره , وفكراً ملء عقله, وكذا *وكذا مع هِنٍ وهِنٍ وهِنَات
------------------------------------
أي مع كذا وكذا وأمورٍ أخرى مما يمكن أن يكون *
!!..مصطفى صادق الرافعي
السحاب الأحمر