رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ

Monday, June 4, 2007

مذكرات مواطنة تعيسة في بلد عربي (الحلقات من 26-29)

اللي شفته قبل ما تشووووفك عنيه حلم ضايييع يحسبوه ازاي علي ّ .. انت عمرييييي اللي انكتب بنورك صحباااااااه أنت انت انت عمريييي ..
طبعا كنت أستمع لغناء أم كلثوم وأنا غير مصدقة اني سمعت الأغنية هذه من قبل عدة مرات لماذا احس انها جديدة تماما علي ولماذا اشعر بسعادة شديدة وأنا اردد مقاطعها بهيام وفرح ! ترى هل هذا شعور كل من عقد قرانه أم هو شعور من فقد الأمل بالعثور على زوج مناسب ثم وجده أخيرا عبدالله كان شخصية عملية جدا اكتفى فقط بقوله لي أنه اختارني لأنه أعجب بي دون أن يسمعني اي كلام آخر كنت اتمنى أن ينظر الي بنفس طريقة كلاك جيبل للبطلة في ذهب مع الريح اونظرة دي كابريو للبطلة في فلم تيتانك فأغرق في بحر من السعادة بدل هذا الجليد البارد الذي يكتنف علاقتنا لماذا لا ينتهز فرصة ذهاب والدي للغرفة الأخرى ويمسك بيدي كما يحدث في الأفلام العربية حتى السنيما رفض ان يصطحبني معه اليها معللا ذلك أنه لا يحب الأفلام خاصة أن اغلبها تمتد مدة عرضه الى أكثر من ساعتين الوقت الذي يمكن أن يقضيه في قراءة فصل كامل في كتاب الجراحة قررت ان آخذ نصيحة مها بهذا الشأن فهي متزوجة ولديها خبرة أكبر مني في التعامل مع الجنس الآخر طبعا مها اتهمتني بأنني السبب قالت يجب أن أغير من أسلوبي في الكلام لأصبح أكثر نعومة وطريقة ملبسي عند زيارته لي يجب أن تتغير ثم يجب أن استغل تفاصيل صغيرة أخرى مثل أن استخدم رائحة عطر مميزة نظرتي يجب أن تكون دافئة وعلي أن أكون أكثر بساطة في تعاملي معه .. حتى لا يشعر بالحرج ولا يتردد في أن يبوح لي بما يجول في خاطره .. في الحقيقة وجدت كلام مها مقنع ولكن المشكلة كانت في أنا شخصيا عبدالله هو أول شخص في حياتي يراني بدون حجاب بعد فترة طويلة من حرصي الشديد على أن لا يرى مني اي رجل شعرة واحدة !كيف لي أن اتعود على فكرة أن اتزين واشعر بانوثتي مع رجل لمجرد أنه عقد قرانه علي احس بأن مشاعري متضاربة تماما ففي الوقت الذي يمنعني خجلي الإقتراب من عبدالله أجد هناك أفكار رومانسية قوية تفرض نفسها علي وتعترض على اهماله لي بدون سبب مقنع وفي فترة خطوبتنا !طبعا استسلمت أخيرا لنصائح مها وقررت أن أتعلم كيف أكسب زوج المستقبل بالرغم من خبرتي القليلة في هذا المجال أخيرا وبعد تردد شديد طلبت من عبدالله أن يزورني في منزلنا واقترحت على والداي أن يقضيا السهرة معا خارج المنزل بعد أن حجزت لهما في مطعم فاخر اقفلت باب منزلنا وراءهما وانا أكاد أطير من السعادة بنجاح خطتي ذهبت الى غرفتي وغيرت فستاني المحتشم الى آخر يظهر انوثتي بشكل سافر وضعت احمر شفاة ثقيل نسبيا ثم تعطرت بعطر رائع اشتريته بثمن باهظ الأسبوع الماضي نظرت الى نفسي في المرآة وأنا راضية تماما عن النتيجة طبعا لم أنسَ أن أضع موسيقى حالمة في آلة التسجيل وحاولت أن يكون نور المنزل خافتا قدر الامكان كما أشعلت بعض الشموع كنت انتظر وصول عبدالله وانا في غاية التوتر قلبي يدق بشكل عنيف كنت اتشوق لرؤية التعبير الذي سيغزو وجهه عندما يراني ابتسمت وأنا اتخيل توتره وقررت أن استمتع بكل دقيقة في هذه الليلة التي خططت لها منذ حوالي اسبوعين
كنت غارقة في أحلامي حتى أزكم أنفي رائحة حريق قوية ما هذا لقد سقطت إحدى الشموع على الطاولة ثم تدحرجت باتجاه أحد الكراسي فأشتعل الكرسي بالنار للحظات تجمدت في مكاني وأنا أنظر إلى تلك المصيبة ثم وجدت نفسي فجأة ابحث عن أي شيء حتى اخمد به النار المضرمة أمامي مرت عدة دقائق وكأنها قرون من الزمن حتى استطعت أن أوقف الحريق تماما في هذه الأثناء رن الجرس كنت في وضع لا يسمح لي بالتفكير إطلاقا لذا انطلقت كقذيفة باتجاه الباب وفتحته دون أن أسأل من الطارق أو انظر من العين السحرية المثبتة على الباب من خلفه كيف نسيت أن عبدالله يمكن أن يكون القادم
وقف عبدالله فاغرا فاه من منظري بعد أن فتحت الباب لو كنت في موقفا آخر لأصابتني نوبة ضحك هستيرية من الطريقة التي كان ينظر بها لي !لو كان ينظر إلى وحش لكانت تعابير وجهه أفضل مما أراه الآن
قال في تردد : هل أصابك مكروه طبعا فهمت من كلامه ونظراته أن شكلي مخيف جدا
قلت بصوت مرتجف : كان هناك حريق بالمنزل رأيت تعابير وجهه تتبدل إلى اهتمام حقيقي دفعني إلى الخلف ودخل المنزل حتى يتأكد أن كل شيء على ما يرام ! كم تمنيت أن ينقطع تيار الكهرباء عن آلة التسجيل التي كانت تعزف موسيقى رومانسية بغيضة لا تمت لحال منزلنا بصلة ما هذه الشموع السخيفة التي أشعلتها تستطيع أن تقول وأنت تدخل منزلنا ورائحة الحريق تملؤه وأضواء الشموع الخافتة تزيد من وحشة المكان أنك في بيت أشباح حقيقي خاصة عندما تنظر إلى الركن الذي حدث فيه الحريق وحال ذلك الكرسي المتفحم ! كنت في حالة لا احسد عليها توجه عبدالله إلى آلة التسجيل لإسكاتها ثم أطفأ الشموع وأشعل بقية أضواء المنزل وطلب مني مساعدته في تنظيف المكان بعد أن سألني عن والداي أين هما ؟؟
لا أدري لماذا أحسست وهو يسألني عن والداي بأنني طفلة صغيرة مشاغبة لا تترك في المنزل وحدها دون ملاحظة !
قلت : يتناولان العشاء في الخارج قال حسنا ناوليني بعض المنظفات كي نرتب المنزل قبل وصولهما ذهبت وأنا أتميز غيظا من كل شيء ! أحضرت ما طلب وقدمته بيد مرتجفة له عندها قال لي بهدوء وبابتسامة ماكرة اذهبي وغيري ملابسك والأفضل أن تستحمي كانت صدمة عندها تذكرت أنى لم أنظر إلى نفسي في المرآة إطلاقا منذ أن أخمدت الحريق انتفضت وتوجهت بحركة آلية إلى غرفتي دون أن أنظر إليه ! ما إن رأيت صورتي المنكسة في المرآة حتى أجهشت ببكاء مرير اقل كلمة يمكن أن اصف بها حالي أني شنيعة ! بل مريعة كان شعري كالعهن المنفوش مساحيق التجميل سالت على وجهي بطريقة منفرة ! خاصة الكحل الذي تجمع تحت عيني بطريقة توحي أنه تم ضربي في المنطقة بقبضة حديدية ما هذه الزيوت التي تكتسح وجهي بطريقة مقززة اختلطت فيها كل ألوان الطيف الناتجة من بعض الألوان التي استخدمتها على عيني من باب الزينة حالتي يرثى لها ! ثم أين ذهبت رموشي لقد احترقت هي وبعض أطراف شعري وقد تحولت إلى اللون الرمادي حتى فستاني احترقت منه أجزاء في مناطق محرجة جدا لقد رأيت ملابسي الداخلية تظهر بشيء من الوقاحة في منطقة الصدر ! جسمي تحول إلى لون اسود تقريبا بفعل الدخان تستطيع أن تقول ببساطة وأنت تراني أنى نجوت من محرقة لا أدري ما الذي جعلني أبتسم حتى يزداد إحباطي من منظري 360 درجة عندما رأيت لون أحمر الشفاه مطبوع بشكل مريع على أسناني لم أستطيع أن انظر اكثر إلى شكلي بسبب الألم الذي كان يعتصر قلبي مما تعرضت له لا أدري لماذا أحسست بالإهانة والذل خاصة بعد أن تذكرت عبارة عبدالله : والأفضل أن تستحمي بصراحة لم أستطيع أن ألومه أبدا ! دخلت إلى الحمام كي أتخلص من كل ما أنا فيه آثار الحريق .. بطريقة ما أنعشني الحمام وددت أن أطيل في وقت الاستحمام ولكني تذكرت عبدالله الذي ينظف المنزل ! أسرعت بالخروج ارتديت ملابسي بسرعة وعقدت شعري إلى الخلف فلم يكن عندي وقت لتجفيفه فوجئت برؤية عبدالله وقد تخلص من بعض ملابسه حتى يستطيع تنظيف المكان بشكل اكثر راحة .. تأملته وهو يعمل بهدوء كانت أول مرة أتأمل فيها رجل بدون أن أغض بصري كما أحاول عادة أسعدني أنه لم يتملكني اي شعور بالذنب وأنا أتنقل بنظري على جميع أنحاء جسمه لأكتشف أن له عضلات قوية لا شك أنه يمارس رياضة ما للمحافظة على هذا الشكل المتناسق تمنيت فجأة أن احتضنه ولكني تذكرت شكلي المرعب قبل قليل فخجلت من نفسي
قال عبدالله وهو لا يزال ينظف أمامي : إلى متى ستبقين هكذا تنظرين إلي دون إبداء أي مساعدة انتفضت كعادتي عندما يتوجه إليّ بالكلام ! ذهبت أخيرا تجاهه للمساعدة رغم ما أحسست به من تصلب في عضلات رجلي فجأة
بعد عمل متواصل في التنظيف لمدة لا تقل عن ساعة استطعنا تقريبا أن نعيد شكل المكان إلى ما كان عليه سابقا باستثناء الكرسي المحروق الذي بدت حالته متردية تذكرت فجأة أنى لم اقدم له أي شئ لشربه سألته بخجل إذا كان يريد شيئا قبل أن اعد طعام العشاء فطلب بعض الماء دخلت المطبخ لجلب الماء وتحضير وجبة العشاء وأنا اشعر بمنتهى التعاسة فعلا تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ! كم من الوقت قضيت وكم ومن الجهد بذلت حتى تكون هذه المناسبة رومانسية حالمة لتصبح أسوأ ليلة على الإطلاق في حياتي ! بدل أن يراني عبدالله جميلة فيتغزل بي ويسمعني كلاما حالما رآني في أبشع صورة ليطلب مني بسخرية أن استحم ثم نقضي بقية السهرة في التنظيف ! شعرت بالخجل الشديد من عبدالله ومن نفسي وشعوري بالتعاسة زاد عندما تذكرت أمي وأبي وما الذي سيحدث لهما عندما يشاهدان الكرسي المحروق ووضع المنزل بعد الحريق وضعت الطعام بهدوء على المائدة ثم ذهبت أنادي عبدالله لتناول العشاء .. دخلت الصالون فلم أجده بحثت عنه بعدها في المنزل لأجده في غرفة معيشتنا كان يتأمل صوري وأنا صغيرة ويمسك بصورة كريهة جدا دائما كنت أتعارك مع أمي لإخفائها عن الوجود فتصر بقوة على بقائها هناك لأستسلم بعدها و ابتسم قائلة بسخرية لأمي : القرد في عين أمه غزال طبعا لم يكن هناك ابتسامة على وجهي هذه المرة بل حقد اسود رسم على ملامحي وأنا أرى عبدالله يضحك مقهقها على شكلي الفظيع في الصورة وأنا ابتسم بكل وقاحة وجميع أسناني اللبنية الأمامية مفقودة !
كتمت غيظي وقلت : العشاء جاهز تفضل
قال بخبث : بعد هذه الصور ورؤيتك بالفستان المحروق أشك أن تكون لدي أي شهية لتناول الطعام
كدت أن أصرخ وأطرده خارج المنزل لكني تمالكت نفسي وقلت ببرود : إذن سأذهب لوضع الطعام في الثلاجة وأخلد إلى النوم فأنا متعبة ضحك بصوت عالي جعلي اشعر أني أريد الذهاب إلى المطبخ وجلب سكين لتقطعيه إربا إربا
قال : كنت أحاول أن أغيظك فقط صدقيني صورك رائعة كنت في منتهى البراءة لدرجة لم أصدق انك نفس الشخص
رددت جملته بهدوء : كنت في منتهى البراءة
للمرة الثانية يضحك هذا المجرم أمامي بصوت عالي !
قائلا : ما أسهل إغاظتك تركني وذهب إلى مائدة الطعام بينما صفير مزعج يصم أذناي من شدة حنقي عليه وانفعالي ! تعوذت من الشيطان الرجيم في محاولة مني لتهدئة نفسي الغاضبة !ما هذا بدأ يأكل حتى بدون أن ينتظر قدومي كان آخر شيء أفكر فيه هو الأكل .. ولكني تحاملت على نفسي وقررت أن أبدو هادئة وغير مهتمة حاول عبدالله بأسلوبه اللطيف أن يخفف عني ما حدث ! فحدثني عن نفسه طويلا وعن آماله وأحلامه وجعلني دون أن أشعر أنسى ما حدث لأتحدث بطبيعتي معه دون خجل لم نشعر بالوقت وهو يمر لنفاجئ بوالدي وهما يدخلان المنزل كنت وقتها مع عبدالله في الحمام كان يغسل يده وأنا انتظره احمل له منشفة ليجفف يديه ويبدو أن عبدالله أراد إغاظتي بطريقته فوجدته فجأة يرشقني بالماء وهو يغسل يديه كنت أحمل في يدي كوب من الماء أشرب منه وبحركة معاكسة ألقيت ما في الكوب باتجاهه ! لم نتوقف إلا عندما فوجئنا بوالداي يحدقان بنا وأنا وعبدالله مبللان تماما كانت منظري مختلف تماما عن الهيئة التي تركاني بها واضح أنني أخذت حماما سريعا يدلل على ذلك شعري المبلول وارتدي ملابس بسيطة خفيفة التصقت بجسمي بشكل فاضح نتيجة البلل أما عبدالله فقد تخلص من أغلب ملابسه فهو حافي القدمين يرفع أكمام قميصه إلى نصف ساعده ولا أدري لماذا بدا شعره منفوش بعض الشيء ولم الحظ الا وقتها أن قميصه كان مفتوحا بشكل اظهر شعر صدره !كان والدي ينظر الينا بذهول يصاحب نظرته لنا الكثير من الحنق والغضب وكأنه يطلب تفسير سريع ومقنع عن سبب الحالة التي نبدو عليها نحن الاثنين خاصة أن بعض الكراسي تم إزاحتها عن مكانها بطريقة ملفتة
ي..ت..ب..ع