مذكرات مواطنة تعيسة في بلد عربي!!الحلقة 36
لم أستطع أن أقول لعبدالله الحقيقة كنت أكره أن تتبدل حياتي معه من حياة سعيدة إلى تعيسة ! آخر شئ أفكر فيه أن يتحول حبنا الى شفقة من جانب واحد ! عبدالله يعشق الأطفال كثيرا وبالتأكيد يحب أن يكون له أطفال سواء مني أو من غيري هل أصارحه بالحقيقة وانسحب بهدوء قبل أن يتخذ هو القرار بالزواج علي أو الانفصال ! حتى لو أن عبدالله قرر أن يستمر معي بدون أطفال لن أسمح لنفسي بالاستمرار معه وأنا أحرمه من أبسط حقوقه في أن يكون أبا ماذا أفعل ؟؟ الحيرة كادت تقتلني ثم كيف سأصارح أمي وأبي بأني لن أستطيع أن أحقق لهما حلم الحفيد أحس بأن وجودي في حياتهما هو اسوأ ما حدث لهما ! فظروفي دائما تسبب لهما الكثير من الهموم والشقاء يبدو أن قدري رحمني من نقل تلك الأخبار السيئة لهما لأن والدي أصيب بنوبة قلبية شديدة أدت الى وفاته !
كانت وفاته صدمة كبيرة لي لم أكن أشعر أني أحبه بهذا القدر الهائل فقده أشعرني أنني خسرت الدعامة و السند في حياتي .. خيم الحزن والأسى على منزلنا الصغير والدتي أصبحت وحيدة ضائعة بعده لذلك استأذنت من عبدالله وبقيت معها كي أخفف عنها رغم انهياري التام . تماسكت من أجل أمي الحبيبة التي كنت أراها يوما عن يوم تذبل وتصفر وكأنها فقدت رغبتها في الحياة بعد وفاة والدي كانت تبكي ساعات طويلة في غرفتها فيزداد احساسي بالبؤس والحزن لقلة حيلتي وانا أراها هكذا الشئ الوحيد الذي كان يواسيها هو ذكر الله بقراءة كتابه والتقرب اليه بالصلوات ..عبدالله اثبت لي انه شخص رائع يعتمد عليه كان حنونا جدا مع والدتي لديه قدرة عجيبة على مواساتها بشكل أفضل بكثير مني رغم أني ابنتها الوحيدة تركني اسكن معها دون ابداء أي تذمر بالعكس كان معنا دائما يخفف عنا ويحمل همنا ! رغم كل ما فعله عبدالله من أجلنا الا أن حزن أمي بقي ملازما لها يستفحل يوما عن يوم حتى اسلمت الروح هي الأخرى بعد وفاة والدي بشهرين تقريبا وهي توصي عبدالله بالحفاظ علي !
لم استطع أن أصدق ما يحدث لي !
فقدت والداي في شهرين فقط !
وسأفقد زوجي حتما بمجرد أن يعرف أني أرض قالحة لن تثمر أبدا !
حاول عبدالله أن ينقل مكان العزاء الى منزله ولكني رفضت وقررت أن أكون قوية و أواجه ما يحدث لي بشجاعة فأنا مؤمنة أن كثرة المصائب تبرز معدن الشخص عند ربه ! ثم أن منزل والداي هو المكان الطبيعي للإقامة فيه بعد إخبار عبدالله بمشكلتي التي يجب أن لا أخفيها أكثر من ذلك فلم يعد هناك ما يمنعني من إفشاء ذلك السر الذي رحمت منه والداي قبل وفاتهمها
كان عبدالله ينظر لي بقلق فأنا لم أنهار كما توقع بعد وفاة والدتي رغم حزني الشديد بالعكس وجدني أكثر قوة وصلابة الأمر الذي جعله يراقبني بشكل أكبر وكأنه يحس أنني سأنهار قريبا بدون شك !
بقيت في منزلنا مدة العزاء وشهر بعدها ثم وجدت عبدالله يفاتحني في موضوع عودتنا الى بيتنا قائلا انه حان الوقت كي نعود الى حياتنا السابقة رغم كل شئ
رددت بثقة : تستطيع أن تعود أنت أما أنا فسأبقى هنا !
قال : مكانك الطبيعي في بيت زوجك !
قلت : مكاني بعد الطلاق هو بيت عائلتي !
رد باستغراب ودهشة : طلاااااااق هل جننت !
قلت : بل أنني في غاية التعقل !
نظر الي مجددا ورأى تصميمي الواضح فقال : لمى ما المشكلة ؟؟ اتفهم حزنك على والديك ما دخل طلاقنا في الموضوع ؟؟ احببتك وسأظل أحبك دائما ما الذي بدر مني لتطلبي طلبا كهذا !
قلت : أنا أفعل ذلك من أجلك أنت صدقني
قال : من أجلي تتركينني !
ما هذا الكلام الغير مفهوم أو مقبول
رددت بهدوء : عندما يعلم والديك أنني لن أنجب لك يوما ستعرف لماذا أطلب هذا الطلب اليوم لم يصدق عبدالله كلامي اعتبرني أهذي او أنني مصابة بصدمة نتيجة فقد والداي !
فجأة وجدته يمسكني بشدة ويهزني بعنف وكأنه يريد أن يوقظني من كابوس !
كانت آخر جملة تفوهت بها بعد ثورة عبدالله : متى سترسل لي ورقة طلاقي !
تركني عبدالله وهو غاضب يحمل في احدى يديه تقاريري الطبية التي قدمتها له كإثبات على ما أقول ... خرج بعد أن صفع الباب بقوة خلفه ! ي..ت..ب..ع