رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ

Saturday, June 30, 2007

كلمات !!.


في الحياة من يعطي دون أن نشعر به ونحن نستفيد بما نأخذه ...وفي الحياة مُحبون لم نلامس أحاسيسهم .. وهناك في مكان ما من يضيء طريقك لترى خطاك .. ولم تعرفه يوما أو تلتقيه ... وهذا الذي يهبك أماناً لم ترجوه ... تبثه مكنونك دونما استئذان ..فيصغي ليحتويك ومن ثم يهبك لب افكاره ... تودعه لتجرب نصائحه ... لقد علمتني الحياة ... أنها مفردة لمنتهى الجموع من البشر والمواقف والاحاسيس ... فموقف مع فرد يحمل إحساسا ليغرس في قلبي تجربة ... أيا كانت هذه التجربة ... سيئة أو مفعمة بالروعة ... فليست العبرة بجمالها ليكون النجاح حليفها ... ولا سؤها سببا كافياُ لفشلها .. ولكن ... بقدر القيمة التي غرستها في نفسي تتفوق تجاربي نجاحاً ...

من اناشيد ميس شلش التي احبها

>


يما ويل الصامتين
اشكيهم لمين
دمي اصبح شلال
على ترابك جنين
يما ويل الصامتين
اشكيهم لمين
دمي اصبح شلال
على ترابك جنين
يما دمي سيال
على تراب المخيم
يما العرب يتشوف
والطفل بتألم
يما دخلوا المخيم
طالبوا بتسليمي
ما ارتفعت راية يما
غير علم فلسطين
يما ويل الصامتين
اشكيهم لمين
دمي اصبح شلال
على ترابك جنين
حالفنا كبار صغار
عهد الله ما نساوم
يما انتصر المخيم
وانهزمت عواصم
يما انتصر المخيم
وانهزمت عواصم
يما انتصر المخيم
وانهزمت عواصم

Thursday, June 14, 2007

Nesma Tag

1- how many advantages ( good qualities) u have ? ( just count )
2- how many disadvan u have ? 3eobak ( just count )

اجابتي هتبقى اجابة الناس المقربة ليه و عاشرتني و تفهمني
لان صعب الانسان يحكم على نفسه صح


3- if u have to rename urself , wt ur name will be ?

فاطمة الزهراء

4- what do u want to reborn as ? ( smth 3'er el human y3ne )

ملاك

5-when u was a chiled , kont bt7lm tkon 2eh ? (if haven't any dream , skip thise )

مدرسة

6-how many years u want to live ?

زي ما ربنا كاتبلى المهم حسن الخاتمة

7-how many people u really hurt ( 2zethom f3ln ) in ur life ?

3

8-how many people hurt u & thire behaviour change u to be worst ?

كتير بس الاذية الجامدة و اثرت فيا لفترات طويلة كانت من 7-منهم 3 مش مسمحاهم -

كلهم اتعلمت منهم دروس عمري ,اغلبهم معرفش غيرني للأسوء و لا للأحسن

9- as u have n number of disadv , would u like to change it all or part of it ? in another word , do u really regrets thise things?

ايوة و بحاول اغير نفسي دايما للاحسن و اتجنب عيوبي قدر الامكان

10- ur best color (s) at max 3 colors ?

الابيض - الازرق بدرجاته - كل درجات الالوان الفاتحة

11-do u ever do somthing knowing it's a wrong ? or do u repeats the same mistakes ?

للاسف بيحصل بس بحاول اتجنبوه

12-if u promise to not do smth , will you do it for any reasons ?

للاسف حصل -بس ده مش مبدأي

13-would u die for someone ? (to really replace someone in death )? if yes how many ?

ايوة 4 اشخاص

14-would u die after someone ? (not physically death but it's end of ur life ).

ايوة 3 اشخاص من الاربعة في سؤال 13,بس وجود حد فيهم هيهون

15-if u have to take decision in smth , & u have thise considerations
ur heart - ur brain - people - circumstances
sort them according to thire Priorities for u ..

حسب الموقف بختار الاقل ضررا او الاكثر نفعا
سعات القلب الاول في حالة اني مش شايفة مشكلة كبيرة في العقل او الظروف
الاغلب
القلب و العقل و الظروف في مستوى واحد
و الناس بعدهم

16- The most natural scenes Affects you ?

الشروق -الغروب- البحر- الخضرة- الشلالات-السماء

17- The last thing u wish to see before u dead , or the last one ?

من احب-و اولادي

18- what is in the top of ur dream list ? (mention at least one) ..

الشهادة
اعيش اميرة (مش باللقب)بس باخلاقي بروحي باسلامي بتصرفاتي كلها بكل حاجة
رضا اهلي عني
اكون اسرة سعيدة يملأها الحب و الاحترام وتدخل كلها الجنة
مفرقش ال3 اللي في سؤال 13
انفع الاسلام بشئ

19-mention two things from ur believes ( 7agat mn el donia like mbad2 mslan )?

يكفى ان يحبك شخص واحد لتحيى
ربنا مبيقسمش غير الخير
اعمل الخير و ارميه البحر
"مع اني مؤمنة انه مش هيضيع ع الاقل عند ربنا"
كل انسان لديه قوة خارقة في الاغلب لا يعلمها يستطيع بها ان يحقق المعجزات
الصح والغلط مسألة نسبية
التمس لاخيك الف عذر-بمعنى
(انا مؤمنة ان ممكن يكون عند اي شخص اسباب و مبررات انا معرفهاش لتصرفاته و الله اعلم بظروف الناس)

20- when u face a problem which make u feel lost , who is the first one u wish to see?

احد الثلاثة في سؤال 13


21- what do u think in when u see thise words : (if it has special meaning for u )

Winter :
Autumn : نهاية مرحلة لبداية اجمل
Summer :
Spring : الجمال و الحب
Night : الشوق-الاستقرار-التفكير
Light : الامل و الحب
Closed window : امان-هدوء-مع اني ممكن افتحه علشان الهوا
A baby cried : بيصعب عليا اوي بحاول اهديه ومرتحش الا لما يهدى -بس اللي بيعيطوا علشان يعملوا الغلط بحاول افهمهم علشان يتعلموا
Chiled who ask people for mony in metro msln: ممكن يوفر طاقة لفه ع رجله طول اليوم في عمل مفيد بس العيب في الناس قبله اللي موفرتلوش شغلانة كريمة
Smth broken : منتهى الاسف ولو اقدر اصلحه هصلحه
Empty street : لو الصبح الحرية و الانطلاق-لو بليل رعب

22-life is a ... (life like wt in ur eyes just one reason for ur answer is enough)

ابتلاء

23- if u have the following 3 doors each one give u a chance for smth , which door u will choose :

1- doorA : door let u see ur future and take u there directly
2- door B : door will take u to the past ( but u will not chnage ur fate , just bt3esh el mady tany )3- door C : door will make u change only one thing in ur life ( y7'lek t3'er 7aga w7da f mshklk w tfdl f ur current life)
-- tell the reason for why u choose thise door :D it's important ..

Door C
لان المستقبل بايد ربنا و لو خير ليا اعرفه كان ربنا عرفهولي
و الماضي عشته
وحاجة واحدة في حياتي مكنتش اتمنى تحصل اذتني جامد

24- if u put in a situation which u have to choose one person form the following
( ur father or mather , ur baby sister,person u don't know ,ur self , ur love )
a ) u have to choose on of them to die
b) u have to choose on of them to save
the answer is to mention the one who u will choose and ur reasons for that not only ur choise ...

1-انا اكيد انا لاني محبش حد يموت حتي لو معرفوش ومش هعيش بذنبه لو معرفوش و لا استحمل من غير الباقيين حياتي
2-معنديش القدرة علي الاختيار نهائي هسلم

25- r u from the kind of ppl who get optimistic or pessimistic from seeing something or someone ? if yes what is it ?

للاسف اه-المناظر الطبيعية المفتوحة بتسعدني-وفيه حاجات ليها ذكري وحشة معايا سعات مش دايما بضايقني بس بحاول مضايقش

26-Do u think that ppl missunderstand u alot ? if yes , give %

ايوة 80% في الاغلب ناس مش قريبة مني- ماعدا قلة من الناس اللي عاشرتني وفهماني

27-if i told u to sort the ppl u really know & admire in ur life , then give urself a place between them , wt will be ur order ?( 1'st , 2nd .... n )

2nd

28- finally , by which % u were sincerity in ur answers ?

100%





عايزة اعمل تاج لفاطمة و منار و كل اللي يحب :)

Saturday, June 9, 2007

Palestinian..My name is Palestinian


فلسطيني انا اسمي فلسطيني

نقشت اسمي على كل الميادين

بخط بارز يسمو علي كل العنواين

حروف اسمي تلاحقني تعايشني تغذيني

تبث النار في روحي

و تنبض في شراييني

جبال النهر تعرفني مغاورها و تدنيني

بذلت الطاقة الكبرى و قلت لامتي كوني

صلاح الدين في اعماق اعماقي يناديني

وكل عروبتي للثأر للتحرير تدعوني

و راياتي التي طويت على ربوات حطينِ

و صوت مؤذن الاقصى يهيب بها اغيثوني

و آلاف من الأسرى و آلاف المساجين

تنادي الأمة الكبرى و تهتف بالملايين

تقول لهم إلي القدس

إليك يا قبلة الدين

إلى حرب تدق الظلم

تزهق روح صهيون

و ترفع في سماء الكون اعلام فلسطين

و تهجر كلمتي تمضي

فلسطيني فلسطيني فلسطيني


Thursday, June 7, 2007

مذكرات مواطنة تعيسة في بلد عربي!!الحلقة 36

لم أستطع أن أقول لعبدالله الحقيقة كنت أكره أن تتبدل حياتي معه من حياة سعيدة إلى تعيسة ! آخر شئ أفكر فيه أن يتحول حبنا الى شفقة من جانب واحد ! عبدالله يعشق الأطفال كثيرا وبالتأكيد يحب أن يكون له أطفال سواء مني أو من غيري هل أصارحه بالحقيقة وانسحب بهدوء قبل أن يتخذ هو القرار بالزواج علي أو الانفصال ! حتى لو أن عبدالله قرر أن يستمر معي بدون أطفال لن أسمح لنفسي بالاستمرار معه وأنا أحرمه من أبسط حقوقه في أن يكون أبا ماذا أفعل ؟؟ الحيرة كادت تقتلني ثم كيف سأصارح أمي وأبي بأني لن أستطيع أن أحقق لهما حلم الحفيد أحس بأن وجودي في حياتهما هو اسوأ ما حدث لهما ! فظروفي دائما تسبب لهما الكثير من الهموم والشقاء يبدو أن قدري رحمني من نقل تلك الأخبار السيئة لهما لأن والدي أصيب بنوبة قلبية شديدة أدت الى وفاته !
كانت وفاته صدمة كبيرة لي لم أكن أشعر أني أحبه بهذا القدر الهائل فقده أشعرني أنني خسرت الدعامة و السند في حياتي .. خيم الحزن والأسى على منزلنا الصغير والدتي أصبحت وحيدة ضائعة بعده لذلك استأذنت من عبدالله وبقيت معها كي أخفف عنها رغم انهياري التام . تماسكت من أجل أمي الحبيبة التي كنت أراها يوما عن يوم تذبل وتصفر وكأنها فقدت رغبتها في الحياة بعد وفاة والدي كانت تبكي ساعات طويلة في غرفتها فيزداد احساسي بالبؤس والحزن لقلة حيلتي وانا أراها هكذا الشئ الوحيد الذي كان يواسيها هو ذكر الله بقراءة كتابه والتقرب اليه بالصلوات ..عبدالله اثبت لي انه شخص رائع يعتمد عليه كان حنونا جدا مع والدتي لديه قدرة عجيبة على مواساتها بشكل أفضل بكثير مني رغم أني ابنتها الوحيدة تركني اسكن معها دون ابداء أي تذمر بالعكس كان معنا دائما يخفف عنا ويحمل همنا ! رغم كل ما فعله عبدالله من أجلنا الا أن حزن أمي بقي ملازما لها يستفحل يوما عن يوم حتى اسلمت الروح هي الأخرى بعد وفاة والدي بشهرين تقريبا وهي توصي عبدالله بالحفاظ علي !
لم استطع أن أصدق ما يحدث لي !
فقدت والداي في شهرين فقط !
وسأفقد زوجي حتما بمجرد أن يعرف أني أرض قالحة لن تثمر أبدا !
حاول عبدالله أن ينقل مكان العزاء الى منزله ولكني رفضت وقررت أن أكون قوية و أواجه ما يحدث لي بشجاعة فأنا مؤمنة أن كثرة المصائب تبرز معدن الشخص عند ربه ! ثم أن منزل والداي هو المكان الطبيعي للإقامة فيه بعد إخبار عبدالله بمشكلتي التي يجب أن لا أخفيها أكثر من ذلك فلم يعد هناك ما يمنعني من إفشاء ذلك السر الذي رحمت منه والداي قبل وفاتهمها
كان عبدالله ينظر لي بقلق فأنا لم أنهار كما توقع بعد وفاة والدتي رغم حزني الشديد بالعكس وجدني أكثر قوة وصلابة الأمر الذي جعله يراقبني بشكل أكبر وكأنه يحس أنني سأنهار قريبا بدون شك !
بقيت في منزلنا مدة العزاء وشهر بعدها ثم وجدت عبدالله يفاتحني في موضوع عودتنا الى بيتنا قائلا انه حان الوقت كي نعود الى حياتنا السابقة رغم كل شئ
رددت بثقة : تستطيع أن تعود أنت أما أنا فسأبقى هنا !
قال : مكانك الطبيعي في بيت زوجك !
قلت : مكاني بعد الطلاق هو بيت عائلتي !
رد باستغراب ودهشة : طلاااااااق هل جننت !
قلت : بل أنني في غاية التعقل !
نظر الي مجددا ورأى تصميمي الواضح فقال : لمى ما المشكلة ؟؟ اتفهم حزنك على والديك ما دخل طلاقنا في الموضوع ؟؟ احببتك وسأظل أحبك دائما ما الذي بدر مني لتطلبي طلبا كهذا !
قلت : أنا أفعل ذلك من أجلك أنت صدقني
قال : من أجلي تتركينني !
ما هذا الكلام الغير مفهوم أو مقبول
رددت بهدوء : عندما يعلم والديك أنني لن أنجب لك يوما ستعرف لماذا أطلب هذا الطلب اليوم لم يصدق عبدالله كلامي اعتبرني أهذي او أنني مصابة بصدمة نتيجة فقد والداي !
فجأة وجدته يمسكني بشدة ويهزني بعنف وكأنه يريد أن يوقظني من كابوس !
كانت آخر جملة تفوهت بها بعد ثورة عبدالله : متى سترسل لي ورقة طلاقي !
تركني عبدالله وهو غاضب يحمل في احدى يديه تقاريري الطبية التي قدمتها له كإثبات على ما أقول ... خرج بعد أن صفع الباب بقوة خلفه ! ي..ت..ب..ع

Tuesday, June 5, 2007

30-35مذكرات مواطنة تعيسة في بلد عربي!الحلقات

استأذن عبدالله بعد أن جفف نفسه بسرعة وارتدى بقية ملابسه ..
علت وجهه ابتسامة خبيثة عندما اقترب مني ليقول : تصبحين على خير كانت حقا ليلة لاتنسى كما خططت لها تماما أتمنى لك احلام سعيدة بعيدة عن الكوابيس عزيزتي
لم أصدق أن يذهب هكذا ويتركني وحيدة بين أب وأم غاضبين للغاية من تصرفات ابنتهما الغريبة والغير معتادة طبعا والدي تأجج كبركان كامن بعد خروج عبدالله كانت ثورته كبيرة خفت أن يقدم على ضربي فعلا ! علي أن اعلل سبب الحريق أولا ثم مظهري الغريب من شعر وملابس مبلله بالماء ولماذا تغيرت ملابسي اصلا ! وماذا عن عبدالله الذي بدا وكأنه في منزله تماما بعيدا عن الهيئة الرسمية المعتادة التي غالبا ما يكون عليها عند زيارتنا طبعا تمتمت بكلام غير مفهوم ولا يمكن لعقل أن يصدقه اصلا ! خاصة اني حذفت الجزء الذي استبدلت فيه ملابسي المحتشمة باخرى بعيدة نسبيا عن الاحتشام المتعارف عليه ظل والدي ثائرا جدا صوته كالرعد والعواصف التي لا تنقطع بل تزيد في كل مرة أجيب فيها عن سؤال بطريقة توضح إرتباكي وخجلي الشديد !
بدأت أفقد أعصابي أنا الأخرى لأجد نفسي أصرخ بشدة : كيف تعاملني هكذا انا تعرضت لحادثة فظيعة أحمدالله أني نجوت منها كان من الممكن أن تجدوني جثة متفحمة لولا أن ستر الله علي ! بدل أن تهونان علي مصيبتي يتحول ذلك الى تهمة وكارثة أعاقب عليها ! وقع كلامي كان جيد جدا على والدي لأن ملامحه تبدلت فجأة وكأن هذه الحقيقة ظهرت فجأة ليفكر فيها لماذا لم أفكر في أن الهجوم خير وسيلة للدفاع قبل هذه المرة اعجبني الهدوء الذي حل بمنزلنا بعد ثورتي لذلك قررت أن استمر ولكن بغباء شديد هذه المرة عندما ذهبت بسرعة الى غرفتي لأخطف فستاني المحروق وأقول لهم من يصدق أن أنجو بعد هذا أعتقد أن صوت الرعد كان أرحم من صوت والدي الذي ذهل من فستاني المحروق الذي لبسته بعد انصرافهما !
فقال : لم أرك من قبل بمثل هذا الفستان هل ارتديته بعد رحيلنا أنا وأمك ! لم يكن هناك ما أجيب به تحركت من مكاني وأنا أحمل جريمتي النكراء ذلك الفستان الحقير الى غرفتي بهدوء مفضلة عدم الرد موبخة نفسي على غبائي وسوء تصرفي دخلت الى غرفتي وقررت أن أنام فقد كنت مجهدة نفسيا وجسديا رغم الحريق الذي يهدد منزلنا من ثورة والدي التي بدأت أشم رائحة دخانها فعلا !
تمنيت أن يكون غدا يوم أفضل عاهدت نفسي أني لن أفكر في أي رومانسيات مع ذلك المدعو عبدالله بعد اليوم سأرد له الصاع إثنين من عدم المبالاة والبرود
قرر والدي ووافقه عبدالله بدون تردد على أن يكون موعد زواجنا بعد اسبوعين تماما من حادثة الحريق
صرخت ودموعي تنهمر في غزارة بأني أرفض هذا الأسلوب لكن والدي قد أخذ قراره ولن يرجع فيه لم يكن هناك وقت كافي لتجهيز اغراضي او حتى التخطيط لعرس مميز كما تمنيت دائما الأسبوعين كانت قليلة جدا في نظري ولكن لم يكن هناك من يسمع توسلاتي !
ثم أنني اريد أن أطيل فترة ما قبل الزواج فأنا أريد التعرف أكثر على عبدالله قبل دخول عش الزوجية أريد أن أحس بمشاعر الخطوبة وعقد القرآن قبل أن أصدم بسؤولية الزواج ! باءت كل محاولاتي بالفشل حتى عبدالله قال لي بأنني زوجته أصلا وهو يرى أيضا أنه لا داعي للإطالة في فترة ما قبل الزواج خاصة أنه ليس هناك ما يمنع من الانتقال فعلا لبيت الزوجية الذي سيكون في دور خاص لنا في منزل والديه الكبير والذي تم تجهيزه بالفعل منذ فترة ! ولكني عروس ولم استعد بجهاز خاص يناسبني قال الاسبوعين أكثر من كافية لهذه المهمة وطلب مني أن أكثر من نوعية الفستان الذي لبسته في يوم الحريق بسخرية أغاظتني جدا !!!!!!!!!
ماذا عن العرس قال بأنه سيتصدق بالأموال التي سيصرفها فيه لمساعدة بعض الشباب الذي يحاول أن يتزوج وسيكتفي بحفل صغير يشهده بعض افراد العائلة المقربين .. فكرة التصدق بذلك المال الذي يصرف في الأعراس أعجبتني جدا فأنا دائما كنت أنظر الى بعض الأعراس المكلفة على أنها تبذير لا يرضى الله أبدا ! ثم أنني لاحظت أن أغلب من يتزوجون في أعراس يكتنفها الكثير من البذخ تكون نهايتهم مأساوية وغير متوقعة وافقت على أمل أن يعوضني الله بحياة سعيدة مع هذا الرجل الذي يزاد اعجابي به يوما عن يوم رغم أنه لم ينطق بكلمة حب واحدة تفرح قلبي المتجمد من برودة مشاعره تجاهي !
تم العرس كما خطط له عبدالله تماما بسيط ولكن حميم جدا في وجود المقربين فقط من العائلتين .. اذكر جيدا قبضته الفولاذية على يدي وكأنني مجرم تم تكتيفه بتلك اليد القوية التي كادت أن تهشم يدي ثم قام بتقبيل جبيني كما يفعل عادة العريس في اعراسنا العربية !
كانت القبلة كماس كهربائي صعق جبيني !
لماذا علي أن أشرب من نفس الكأس الذي شرب منه وتهاجمنا آلات التصوير بهذه الكثافة رغم أنني عادة لا أشرب من وراء أي شخص حتى لو كان أبي أو أمي !
كيف سأذهب مع هذا الرجل الذي لا أعرفه جيدا خارج مدينتنا ولوحدي فيما يعرف بشهر عسل !ماهذه الافكار الغبية التي شغلتني وقتها !
حادثة الحريق كانت بسبب انني أريده أن يقترب مني واليوم اشعر انني أريد الهروب منه هل هذه مشاعر كل عروس أم مشاعري أنا فقط
مضى شهر العسل بسرعة البرق كانت أجمل أيام حياتي عشت فيها قمة الرومانسية مع عبدالله .
كان إنسان رائع بمعنى الكلمة حازم محب وحنون إلى أبعد الحدود .. ربما كنت معجبة به قبل زواجنا ولكنني بعد الزواج أحببته بل عشقته إلى أبعد الحدود ..لم يكن ممن يجيدون فنون الغزل والتشدق بكلمات الحب بل يجيد فن التعامل وإظهار حبه بنظراته وقدرته على امتصاص غضبي .. كان يظهر حبه بدون كلمات مجرد إحساس ودفء يصلني بهدوء ونعومة وروعة أحسست أنني بطلة لإحدى الروايات الرومانسية التي كنت احرص على قراءتها وأنا في المرحلة المتوسطة والثانوية أخيرا بدأت أيام التعاسة في الزوال من حياتي
كان يضحك كثيرا على بعض تصرفاتي في بداية زواجنا فقد كان من الصعب علي تقبل فكرة أن أعيش مع رجل فجأة بدون مقدمات ! كنت افزع ليلا عندما أستيقظ وأجد بجانبي رجل نائم واحتاج إلى عدة ثواني حتى استوعب أنه زوجي عبدالله حتى في منزلنا كنت أصاب بصدمة عندما أراه فجأة فأختبئ بسرعة بحثا عن حجابي ! أو يصل بي فقدان الذاكرة قمته عندما أساله بغباء : ماذا تفعل هنا ؟؟ فيرد بسخرية : أنا في بيتي !مرت الأيام جميلة لم يعكر صفوها إلا سؤال دائما ما يتردد عليّ بشكل مستفز يتساءل فيه من حولنا بدون داعي وبفظاظة : هل أنت حامل ؟؟ كان السؤال في البداية يخجلني لا أدري لماذا ؟؟ ثم اصبح تكراره يستفزني بعد أن بدأت تصاحبه دعوات من الأقارب والأجانب لي ولعبدالله بالأبناء وكأننا نقف أنا وهو على باب أحد المساجد نستجدي صدقة كنت أردد بقهر هذا شيء يخصني أنا وعبدالله لا يخص غيرنا لماذا هذه الحشرية البغيضة من مَن حولي ! أكثر شخصية توجه السؤال لي وتسأل عن الأسباب في عدم الإنجاب وتطلب من الكشف هي والدة عبدالله كانت سيدة متسلطة جدا تتدخل في أدق تفاصيل حياتنا عبدالله كان بارا بها إلى أبعد الحدود يحبها حتى الجنون كنت أحترم هذا فيه كثيرا وأتحمل الكثير من تدخلاتها في حياتنا من أجله هو فقط كان يعلم ذلك ويقدره ويعوضني عن ما أشعر به من قهر بزيادة حنانه وحبه الأمر الذي كان يزيد من الهوة بيني وبينها والتي كانت أسبابها معروفة عند الجميع فعبدالله هو وحيدها وجودي في منزل واحد معها ضايقني كثيرا لأنه أشعرني بعدم الحرية فهي تعلم متى أنام ومتى أخرج وماذا أفعل وطوال الوقت تأتى مع زوار إلى الطابق الذي نسكن فيه أنا وعبدالله دون إعلامنا مسبقا في أوقات غير مناسبة غالبا بدأت أغتاظ كثيرا من وجود بعض الخالات والعمات في منزلي هن وبناتهن الشابات الغير محجبات والمتبرجات بشكل يبهرني أنا شخصيا في وجود زوجي عبدالله أعلم أني أغار على زوجي ولكني أكره أن يكون منزلي مرتعا لهن يتكلمن مع زوجي بدون أي تحفظ وبشكل يستفزني كثيرا تمنيت أن اخترع نظارة سوداء كي البسها عبدالله في وجودهن فلا يراهن الا محتشمات متسترات كما أمر ديننا
عبدالله كان يشعر بكرهي لهذه الزيارات التي لا تسمن بل تؤثم ! فكان يترك المنزل غالبا ويتحجج بأي شيء او يخلد إلى النوم متظاهرا بالتعب !
إلى متى سأظل هكذا لا أجد راحتي في منزلي الذي يعج بناس لا أعرفهم في كل وقت وأي يوم رغم معرفة الجميع أني أعمل طوال الوقت وأحتاج إلى بعض الراحة في منزلي وبعض الخصوصية مع زوجي
زادت علي الضغوط لمعرفة سبب عدم الإنجاب خاصة أني دخلت السنة الثالثة في زواجي كان هناك سبب يمنعني من عمل الفحوصات اللازمة وكأنني أخاف من شيء ما ربما تكون الحاسة السادسة التي تنبؤني عادة بالمصائب ! تشجعت أخيرا لعمل الفحوصات بالمستشفى وكانت صدمتي كبيرة جدا عندما علمت أني عاقر هناك طبيا ما يمنعني من إنجاب الأطفال ! كان وقع الخبر سيئا جدا علي ! خاصة أني متأكدة أن أم زوجي لن تسكت أبدا ! سيكون هناك حل من اثنين لا ثالث لهما ! أما زواج عبدالله بأخرى وأبقى أنا زوجة أولى أو الطلاق
كلمة الطلاق عصرت قلبي هل أستطيع أن أترك عبدالله ؟؟ الرجل الذي أحببته بجنون !!
هل أستطيع أن أترك منزلنا بكل ذكرياتنا الحلوة لأخرى ! كلمة لأخرى لم تعجبني أبدا افضل أن أقتله وأقتل نفسي ولا يقترب هو من أخرى ! أصبت في ذلك الأسبوع المشؤوم بزكام شديد نتج عنه التهاب في الأذن الوسطى فكانت النتيجة أنني أصبت بحالات دوار متعددة ! لازمت الفراش كنت أعلم تشخيص حالتي ولكن حالتي كانت لأم تنتظر حفيدا لها تشخيص آخر !
فجأة وأنا أكابد الدوار الذي أصابني أجد نفسي أستقبل عددا من أقارب عبدالله لتهنئتي بالحمل حتى عبدالله كان سعادته غامرة بالخبر لدرجة أنه قال لي : أخيرا حبيبتي سيكون لنا طفلا رائعا ! كنت أخشى أن يكون لديك أي مشكلة تمنع الإنجاب خاصة أني أجريت كل الفحوصات دون علمك وعندما علمت أنني أستطيع الإنجاب بدون أي مشاكل قررت عدم إحراجك بقول ذلك
ثم ضحك وقال لي : أنه كان سيتعرض لضغط شديد من والديه للزواج بأخرى اذا كنت فعلا لا أنجب احتضني بشدة
وقال : أنا أحبك كثيرا وجودك معي أهم شيء في حياتي حتى الأطفال بالنسبة لي لا شيء بدونك !! إن كنت أحب أن أنجب فلأنك ستكونين أنت أمهم
كانت دموعي تسيل متتابعة وأنا أسمع كلمات عبدالله التي نطقها بكل صدق وحب ! تأكدت وقتها أن حياتي معه ستنتهي بمجرد أن يسمع والديه خبر عقمي عبدالله مولع بوالديه ولن يغضبهما خاصة لو أصرا على أن يكون لديه أطفال يحملون اسمه ! أمه ستفعل المستحيل لتزويجه بأخرى والتي ستكون غالبا من بنات العائلة كما كانت تتمنى قبل أن يقدم عبدالله على الزواج مني نظرت إلى عبدالله الذي نسي الطب فجأة ولم يميّز بين التهاب الأذن الوسطى والحمل
وقلت وأنا أعاني من دوار أنا لست حامل أنه مجرد التهاب في الأذن الوسطي تبدلت ملامح عبدالله إلى الجمود ! تركته وذهبت إلى فراشي كي ارتاح قليلا
ي ت ب ع..

Monday, June 4, 2007

مذكرات مواطنة تعيسة في بلد عربي (الحلقات من 26-29)

اللي شفته قبل ما تشووووفك عنيه حلم ضايييع يحسبوه ازاي علي ّ .. انت عمرييييي اللي انكتب بنورك صحباااااااه أنت انت انت عمريييي ..
طبعا كنت أستمع لغناء أم كلثوم وأنا غير مصدقة اني سمعت الأغنية هذه من قبل عدة مرات لماذا احس انها جديدة تماما علي ولماذا اشعر بسعادة شديدة وأنا اردد مقاطعها بهيام وفرح ! ترى هل هذا شعور كل من عقد قرانه أم هو شعور من فقد الأمل بالعثور على زوج مناسب ثم وجده أخيرا عبدالله كان شخصية عملية جدا اكتفى فقط بقوله لي أنه اختارني لأنه أعجب بي دون أن يسمعني اي كلام آخر كنت اتمنى أن ينظر الي بنفس طريقة كلاك جيبل للبطلة في ذهب مع الريح اونظرة دي كابريو للبطلة في فلم تيتانك فأغرق في بحر من السعادة بدل هذا الجليد البارد الذي يكتنف علاقتنا لماذا لا ينتهز فرصة ذهاب والدي للغرفة الأخرى ويمسك بيدي كما يحدث في الأفلام العربية حتى السنيما رفض ان يصطحبني معه اليها معللا ذلك أنه لا يحب الأفلام خاصة أن اغلبها تمتد مدة عرضه الى أكثر من ساعتين الوقت الذي يمكن أن يقضيه في قراءة فصل كامل في كتاب الجراحة قررت ان آخذ نصيحة مها بهذا الشأن فهي متزوجة ولديها خبرة أكبر مني في التعامل مع الجنس الآخر طبعا مها اتهمتني بأنني السبب قالت يجب أن أغير من أسلوبي في الكلام لأصبح أكثر نعومة وطريقة ملبسي عند زيارته لي يجب أن تتغير ثم يجب أن استغل تفاصيل صغيرة أخرى مثل أن استخدم رائحة عطر مميزة نظرتي يجب أن تكون دافئة وعلي أن أكون أكثر بساطة في تعاملي معه .. حتى لا يشعر بالحرج ولا يتردد في أن يبوح لي بما يجول في خاطره .. في الحقيقة وجدت كلام مها مقنع ولكن المشكلة كانت في أنا شخصيا عبدالله هو أول شخص في حياتي يراني بدون حجاب بعد فترة طويلة من حرصي الشديد على أن لا يرى مني اي رجل شعرة واحدة !كيف لي أن اتعود على فكرة أن اتزين واشعر بانوثتي مع رجل لمجرد أنه عقد قرانه علي احس بأن مشاعري متضاربة تماما ففي الوقت الذي يمنعني خجلي الإقتراب من عبدالله أجد هناك أفكار رومانسية قوية تفرض نفسها علي وتعترض على اهماله لي بدون سبب مقنع وفي فترة خطوبتنا !طبعا استسلمت أخيرا لنصائح مها وقررت أن أتعلم كيف أكسب زوج المستقبل بالرغم من خبرتي القليلة في هذا المجال أخيرا وبعد تردد شديد طلبت من عبدالله أن يزورني في منزلنا واقترحت على والداي أن يقضيا السهرة معا خارج المنزل بعد أن حجزت لهما في مطعم فاخر اقفلت باب منزلنا وراءهما وانا أكاد أطير من السعادة بنجاح خطتي ذهبت الى غرفتي وغيرت فستاني المحتشم الى آخر يظهر انوثتي بشكل سافر وضعت احمر شفاة ثقيل نسبيا ثم تعطرت بعطر رائع اشتريته بثمن باهظ الأسبوع الماضي نظرت الى نفسي في المرآة وأنا راضية تماما عن النتيجة طبعا لم أنسَ أن أضع موسيقى حالمة في آلة التسجيل وحاولت أن يكون نور المنزل خافتا قدر الامكان كما أشعلت بعض الشموع كنت انتظر وصول عبدالله وانا في غاية التوتر قلبي يدق بشكل عنيف كنت اتشوق لرؤية التعبير الذي سيغزو وجهه عندما يراني ابتسمت وأنا اتخيل توتره وقررت أن استمتع بكل دقيقة في هذه الليلة التي خططت لها منذ حوالي اسبوعين
كنت غارقة في أحلامي حتى أزكم أنفي رائحة حريق قوية ما هذا لقد سقطت إحدى الشموع على الطاولة ثم تدحرجت باتجاه أحد الكراسي فأشتعل الكرسي بالنار للحظات تجمدت في مكاني وأنا أنظر إلى تلك المصيبة ثم وجدت نفسي فجأة ابحث عن أي شيء حتى اخمد به النار المضرمة أمامي مرت عدة دقائق وكأنها قرون من الزمن حتى استطعت أن أوقف الحريق تماما في هذه الأثناء رن الجرس كنت في وضع لا يسمح لي بالتفكير إطلاقا لذا انطلقت كقذيفة باتجاه الباب وفتحته دون أن أسأل من الطارق أو انظر من العين السحرية المثبتة على الباب من خلفه كيف نسيت أن عبدالله يمكن أن يكون القادم
وقف عبدالله فاغرا فاه من منظري بعد أن فتحت الباب لو كنت في موقفا آخر لأصابتني نوبة ضحك هستيرية من الطريقة التي كان ينظر بها لي !لو كان ينظر إلى وحش لكانت تعابير وجهه أفضل مما أراه الآن
قال في تردد : هل أصابك مكروه طبعا فهمت من كلامه ونظراته أن شكلي مخيف جدا
قلت بصوت مرتجف : كان هناك حريق بالمنزل رأيت تعابير وجهه تتبدل إلى اهتمام حقيقي دفعني إلى الخلف ودخل المنزل حتى يتأكد أن كل شيء على ما يرام ! كم تمنيت أن ينقطع تيار الكهرباء عن آلة التسجيل التي كانت تعزف موسيقى رومانسية بغيضة لا تمت لحال منزلنا بصلة ما هذه الشموع السخيفة التي أشعلتها تستطيع أن تقول وأنت تدخل منزلنا ورائحة الحريق تملؤه وأضواء الشموع الخافتة تزيد من وحشة المكان أنك في بيت أشباح حقيقي خاصة عندما تنظر إلى الركن الذي حدث فيه الحريق وحال ذلك الكرسي المتفحم ! كنت في حالة لا احسد عليها توجه عبدالله إلى آلة التسجيل لإسكاتها ثم أطفأ الشموع وأشعل بقية أضواء المنزل وطلب مني مساعدته في تنظيف المكان بعد أن سألني عن والداي أين هما ؟؟
لا أدري لماذا أحسست وهو يسألني عن والداي بأنني طفلة صغيرة مشاغبة لا تترك في المنزل وحدها دون ملاحظة !
قلت : يتناولان العشاء في الخارج قال حسنا ناوليني بعض المنظفات كي نرتب المنزل قبل وصولهما ذهبت وأنا أتميز غيظا من كل شيء ! أحضرت ما طلب وقدمته بيد مرتجفة له عندها قال لي بهدوء وبابتسامة ماكرة اذهبي وغيري ملابسك والأفضل أن تستحمي كانت صدمة عندها تذكرت أنى لم أنظر إلى نفسي في المرآة إطلاقا منذ أن أخمدت الحريق انتفضت وتوجهت بحركة آلية إلى غرفتي دون أن أنظر إليه ! ما إن رأيت صورتي المنكسة في المرآة حتى أجهشت ببكاء مرير اقل كلمة يمكن أن اصف بها حالي أني شنيعة ! بل مريعة كان شعري كالعهن المنفوش مساحيق التجميل سالت على وجهي بطريقة منفرة ! خاصة الكحل الذي تجمع تحت عيني بطريقة توحي أنه تم ضربي في المنطقة بقبضة حديدية ما هذه الزيوت التي تكتسح وجهي بطريقة مقززة اختلطت فيها كل ألوان الطيف الناتجة من بعض الألوان التي استخدمتها على عيني من باب الزينة حالتي يرثى لها ! ثم أين ذهبت رموشي لقد احترقت هي وبعض أطراف شعري وقد تحولت إلى اللون الرمادي حتى فستاني احترقت منه أجزاء في مناطق محرجة جدا لقد رأيت ملابسي الداخلية تظهر بشيء من الوقاحة في منطقة الصدر ! جسمي تحول إلى لون اسود تقريبا بفعل الدخان تستطيع أن تقول ببساطة وأنت تراني أنى نجوت من محرقة لا أدري ما الذي جعلني أبتسم حتى يزداد إحباطي من منظري 360 درجة عندما رأيت لون أحمر الشفاه مطبوع بشكل مريع على أسناني لم أستطيع أن انظر اكثر إلى شكلي بسبب الألم الذي كان يعتصر قلبي مما تعرضت له لا أدري لماذا أحسست بالإهانة والذل خاصة بعد أن تذكرت عبارة عبدالله : والأفضل أن تستحمي بصراحة لم أستطيع أن ألومه أبدا ! دخلت إلى الحمام كي أتخلص من كل ما أنا فيه آثار الحريق .. بطريقة ما أنعشني الحمام وددت أن أطيل في وقت الاستحمام ولكني تذكرت عبدالله الذي ينظف المنزل ! أسرعت بالخروج ارتديت ملابسي بسرعة وعقدت شعري إلى الخلف فلم يكن عندي وقت لتجفيفه فوجئت برؤية عبدالله وقد تخلص من بعض ملابسه حتى يستطيع تنظيف المكان بشكل اكثر راحة .. تأملته وهو يعمل بهدوء كانت أول مرة أتأمل فيها رجل بدون أن أغض بصري كما أحاول عادة أسعدني أنه لم يتملكني اي شعور بالذنب وأنا أتنقل بنظري على جميع أنحاء جسمه لأكتشف أن له عضلات قوية لا شك أنه يمارس رياضة ما للمحافظة على هذا الشكل المتناسق تمنيت فجأة أن احتضنه ولكني تذكرت شكلي المرعب قبل قليل فخجلت من نفسي
قال عبدالله وهو لا يزال ينظف أمامي : إلى متى ستبقين هكذا تنظرين إلي دون إبداء أي مساعدة انتفضت كعادتي عندما يتوجه إليّ بالكلام ! ذهبت أخيرا تجاهه للمساعدة رغم ما أحسست به من تصلب في عضلات رجلي فجأة
بعد عمل متواصل في التنظيف لمدة لا تقل عن ساعة استطعنا تقريبا أن نعيد شكل المكان إلى ما كان عليه سابقا باستثناء الكرسي المحروق الذي بدت حالته متردية تذكرت فجأة أنى لم اقدم له أي شئ لشربه سألته بخجل إذا كان يريد شيئا قبل أن اعد طعام العشاء فطلب بعض الماء دخلت المطبخ لجلب الماء وتحضير وجبة العشاء وأنا اشعر بمنتهى التعاسة فعلا تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ! كم من الوقت قضيت وكم ومن الجهد بذلت حتى تكون هذه المناسبة رومانسية حالمة لتصبح أسوأ ليلة على الإطلاق في حياتي ! بدل أن يراني عبدالله جميلة فيتغزل بي ويسمعني كلاما حالما رآني في أبشع صورة ليطلب مني بسخرية أن استحم ثم نقضي بقية السهرة في التنظيف ! شعرت بالخجل الشديد من عبدالله ومن نفسي وشعوري بالتعاسة زاد عندما تذكرت أمي وأبي وما الذي سيحدث لهما عندما يشاهدان الكرسي المحروق ووضع المنزل بعد الحريق وضعت الطعام بهدوء على المائدة ثم ذهبت أنادي عبدالله لتناول العشاء .. دخلت الصالون فلم أجده بحثت عنه بعدها في المنزل لأجده في غرفة معيشتنا كان يتأمل صوري وأنا صغيرة ويمسك بصورة كريهة جدا دائما كنت أتعارك مع أمي لإخفائها عن الوجود فتصر بقوة على بقائها هناك لأستسلم بعدها و ابتسم قائلة بسخرية لأمي : القرد في عين أمه غزال طبعا لم يكن هناك ابتسامة على وجهي هذه المرة بل حقد اسود رسم على ملامحي وأنا أرى عبدالله يضحك مقهقها على شكلي الفظيع في الصورة وأنا ابتسم بكل وقاحة وجميع أسناني اللبنية الأمامية مفقودة !
كتمت غيظي وقلت : العشاء جاهز تفضل
قال بخبث : بعد هذه الصور ورؤيتك بالفستان المحروق أشك أن تكون لدي أي شهية لتناول الطعام
كدت أن أصرخ وأطرده خارج المنزل لكني تمالكت نفسي وقلت ببرود : إذن سأذهب لوضع الطعام في الثلاجة وأخلد إلى النوم فأنا متعبة ضحك بصوت عالي جعلي اشعر أني أريد الذهاب إلى المطبخ وجلب سكين لتقطعيه إربا إربا
قال : كنت أحاول أن أغيظك فقط صدقيني صورك رائعة كنت في منتهى البراءة لدرجة لم أصدق انك نفس الشخص
رددت جملته بهدوء : كنت في منتهى البراءة
للمرة الثانية يضحك هذا المجرم أمامي بصوت عالي !
قائلا : ما أسهل إغاظتك تركني وذهب إلى مائدة الطعام بينما صفير مزعج يصم أذناي من شدة حنقي عليه وانفعالي ! تعوذت من الشيطان الرجيم في محاولة مني لتهدئة نفسي الغاضبة !ما هذا بدأ يأكل حتى بدون أن ينتظر قدومي كان آخر شيء أفكر فيه هو الأكل .. ولكني تحاملت على نفسي وقررت أن أبدو هادئة وغير مهتمة حاول عبدالله بأسلوبه اللطيف أن يخفف عني ما حدث ! فحدثني عن نفسه طويلا وعن آماله وأحلامه وجعلني دون أن أشعر أنسى ما حدث لأتحدث بطبيعتي معه دون خجل لم نشعر بالوقت وهو يمر لنفاجئ بوالدي وهما يدخلان المنزل كنت وقتها مع عبدالله في الحمام كان يغسل يده وأنا انتظره احمل له منشفة ليجفف يديه ويبدو أن عبدالله أراد إغاظتي بطريقته فوجدته فجأة يرشقني بالماء وهو يغسل يديه كنت أحمل في يدي كوب من الماء أشرب منه وبحركة معاكسة ألقيت ما في الكوب باتجاهه ! لم نتوقف إلا عندما فوجئنا بوالداي يحدقان بنا وأنا وعبدالله مبللان تماما كانت منظري مختلف تماما عن الهيئة التي تركاني بها واضح أنني أخذت حماما سريعا يدلل على ذلك شعري المبلول وارتدي ملابس بسيطة خفيفة التصقت بجسمي بشكل فاضح نتيجة البلل أما عبدالله فقد تخلص من أغلب ملابسه فهو حافي القدمين يرفع أكمام قميصه إلى نصف ساعده ولا أدري لماذا بدا شعره منفوش بعض الشيء ولم الحظ الا وقتها أن قميصه كان مفتوحا بشكل اظهر شعر صدره !كان والدي ينظر الينا بذهول يصاحب نظرته لنا الكثير من الحنق والغضب وكأنه يطلب تفسير سريع ومقنع عن سبب الحالة التي نبدو عليها نحن الاثنين خاصة أن بعض الكراسي تم إزاحتها عن مكانها بطريقة ملفتة
ي..ت..ب..ع

11-25مذكرات مواطنة تعيسة في بلد عربي

اجتهدت خلال السنة الأولى في دراسة الطب بشكل كبير جدا كانت الفرصة الوحيدة حتى اثبت للجميع أني استحق أن أكون في الطب البشري بجدارة وان اللجنة بقيادة المجرمة عايدة ظلمتني الى ابعد الحدود وبالرغم ان السنة الأولى كانت صعبة جدا فمصطلحات الطب كانت تشبة بالنسبة لي الحروف الصينية الا ان التصميم والارادة بداخلي اكسبني قدرة عجيبة على فك كل الطلاسم والرموز التي أمامي ما أقسى أن نجعل من مصائب الآخرين مادة للتندر والضحك كان يحز في نفسي كثيرا استظراف بعض الزميلات وجعل قبولي في الطب البيطري بابا من أبواب الفكاهة الذي يفتح في كل وقت بداعي او بدون بمجرد رؤيتي وكأن وجهي يوحي بحظيرة للحيوانات كنت اسمع تلك الفكاهات الغير مضحكة في نظري على الاقل والجارحة احيانا بهدوء دون أن يؤثر ذلك علي البته فالهدف الذي اسعى اليه اكبر من أن يهدم بسبب بعض المستظرفين الأغبياء شيء واحد كان يخفف علي دائما !كان الملجأ الوحيد لي حيث تعودت أن اشكي بدون خجل او خوف بكل الكلمات التي تطرأ في رأسي دون ان احاول تنسيقها أوتهذيبها فهي تخرج من قلبي مباشرة مختلطة بعبراتي دون خوف ان يفهمها الآخرون خطأ أو خشية من أن يذلني بها من سمعها مني يوما ما اذا ساءت علاقتي به لأي سبب فيما بعد هذا الملجأ كان ربي الكريم الذي يسمعني عندما يعرض عن شكواي الآخرون ويساعدني عندما تقفل في وجهي ابواب العباد بلا رحمة ما أجمل تلك الساعات التي اقضيها في هدوء الليل بنفس مطمئنة وعين دامعة من خشية الله واحساسي بقربه يكتنفني فيسعدني الى أبعد الحدود ..مع الوقت تعلمت أن النجاح هو قرار يأخذه الانسان على عاتقه ليقض مضجعه ! ربما يخدمنا الحظ بطريقة ما في الوقت الذي نحتاجه للوصول اليه لكن بالتأكيد لا يأتي النجاح الا بالجهد فلم اسمع قط عن شخص اجتهد بجد وفشل !كما أن الصبر والمثابرة ركائز هامة لهذا النجاح أما اليأس فهو الداء العضال الذي يؤدي السقوط والفشل انتهت السنة الأولى من الطب بعد أن كاد الخوف والقلق من الفشل يقضي علي لتنقلب الأمور رأسا على عقب فقد كانت نتائجي في الكلية مبشرة جدا ..اخيرا استطعت ان اثبت للجميع أن من يضحك أخيرا يضحك كثيرا خاصة عندما أكملت غادة في مادة الفيزياء رغم جهود والدها ومعارفه لاعطائها علامة النجاح على الأقل في تلك المادة ولكن يبدو ان المسؤولة عن تلك المادة لا تنفع معها مثل تلك الوساطات فقد كان شخصية محترمة جدا جادة الى ابعد الحدود كما انها كانت على معرفة بغباء غادة في المادة واهمالها ولا اشك انها ارادت اعطاء غادة درسا لن تنساه في كيفية احترام العلم وعدم الاتكال على سلطة والدها ! في الحقيقة لا انكر سعادتي باخفاق غادة كنت اعتبره نوع من العدل الرباني ودرس لها ولوالدها :-"لم يكن شعوري شماتة او نصر فلم اكن لأقبل اي حرب مع الاغبياء لأني سأكون أكثر غباءً اذا وافقت على حرب كهذه !يكفي أن ذلك الغرور والكبرياء الذي كنت اراه فيها سيختفي ليحل مكانه الانكسار والاخفاق بلا شك لم ارها في الجامعة عند ظهور النتائج ولكن حظها السيء جمعها بي في أحد الأسواق العامة .. حاولت أن تتجاهلني في بادئ الأمر ولكن لم أكن لأفوت فرصتي في الانتقام منها ابدا فأنا لست ملاكا لاصفح بسهولة الملائكة والمعصومين لانهم ببساطة اكثر منا تسامحا وعفوا اقتربت منها بابتسامة عريضة قلت : سمعت ان المكملين في احد مواد الطب يتم تحويلهم الى حظائر الحيوانات لاخذ دروس خصوصية :-" ردت : والناجحين من الحيوانات الذكية يتم نقلهم الى الطب البشري لم اصدق انها لا تزال قوية وان الانكسار لم يعرف لها طريقا فقلت : يكفيني شرف الذكاء ويكفيك حميرة الغباء لم تحتمل رؤيتي اكثر من ذلك فجأة انسحبت كعادتها وهي تقول دون أن تنظر الي : ستجمعنا حتما مقاعد السنة الثانية وفري احقادك وامراضك النفسية لنيل مني فيها ! لم اصدق ما قالت هل ستجمعني بها حقا السنة القادمة على ما يبدو انها واثقة جدا من النجاح اذكر أن امي عنفتني بشدة على حواري مع غادة تلك الليلة ويبدو أن غباء غادة معدي لأني حكيت لامي على ما قلت لها بالنص لذا اتهمتني اني لا افرق عنها شيئا بل انني اسوأ ! حاولت افهامها ان التعامل مع هذه النوعية لا يكون بطرق مثالية يحيطها الفضيلة والصلاح وأن علي أن اكون قوية وارد الصاع صاعين لمن استهزأ بي وحط من كرامتي ولكن دون فائدة أمي وأبي من عالم ذهب وولى تماما كما ذهب تاريخنا الحضاري الاسلامي ادراج الرياح لنستيقظ اليوم على حاضر مخجل بلا شك نحن السبب فيه






رغم صعوبة سنوات الطب والضغط النفسي الذي سببته لي الا انها مرت سريعا لأجد نفسي فجأة طبيبة لقب دكتورة كان يعجبني جدا رغم انه يشعرني احيانا باني كبيرة جدا في السن فشكل الطبيب المتعارف عليه للرجل قصير واصلع وبنظارة طبية ! وللمرأة اسوأ فالطبيبة غالبا ليس لديها الوقت كي تهتم بمظهرها لذا نجدها دائما عملية في اختيارها للأزياء تستخدم جزم الرياضة البيضاء والملابس المريحة القطنيه حتى لا تعوقها في العمل وغالبا ما تكون ابعد من غيرها عن ابتكارات العصر الحديثة من ملابس تهم بنات عصرها المشكلة كانت عندما اشعر برغبتي في فعل ما تفعله البنات في مثل سني فقد تخرجت من الطب وعمري 23 عاما والجميع يعاملني وكأن لي من العمر 43 عامافهناك الكثير من الأعمال التي لا تتناسب مع وضعي الجديد كطبيبة وعندما التقي بجموعة من البنات خارج العمل في حفلة او اجتماع واعرف بنفسي أني طبيبة تتغير النظرة لي تماما فيشعرن بأني اكبرهن او اني عجوز متصابية ! واسمع بعض الهمهمات والتساؤلات التي تريد أن تتأكد من أني طبيبة فعلا أو اني مدعية بدأت اشك ان لدقة مظهري الخارجي وقصر قامتي دخل في تلك التساؤلات التي اراها في عيون الجميع حصلت على ترتيب الثانية مكرر على الدفعة ولان اسمي يبدأ بحرف اللام واسم الثانية يبدأ بحرف الألف (أمل ) فقد تم اختيارها هي والأولى لشغل وظائف معيدات كدت ان اصاب بجلطة بعد أن علمت سبب اختيار أمل لشغل الوظيفة بدلا مني وعندما قررت أن أعترض قامت اللجنة المسؤولة عن اختيار المعيدات بطرح وظيفة اخرى ولكن على المتقدمين لها الدخول الى مقابلة شخصية قبل الاختيار الوضع الطبيعي كان أن أحصل انا دون اي مقابلات على هذه الوظيفة فقد كنت دائما احصل على مجموع عالي في كل سنوات الطب هذا بالاضافة الى ان جميع من أعرف يشهد لي بحسن السلوك والتعاون ! لذلك شعرت ان في الموضوع لعبة ما وان الوظيفة لن تكون لي ابدا وان المقابلة الشخصية لم تكن سوى ستار لاعطاء الوظيفة لأخرى ويبدو أنني املك حاسة سادسة لان الوظيفة ذهبت فعلا الى فاتن محمد السابعة على الدفعة ولم أكن بحاجة لمعرفة سبب اختيار فاتن خاصة بعد أن علم الجميع بالمبالغ الباهظة التى تبرع بها والد فاتن للجامعة !أما غادة التي كانت تكمل في كل سنة على الأقل بمادة سمعت انها قدمت اوراقها الى احدى الجامعات الخارجية لتكملة دراستها بعد انهاء فترة الامتياز وذلك لحصولها على بعثة خاصة سعى لها فيها احد رجال الدولة المرموقين والذي كان يتابع حالته الصحية عند والدها الجراح الشهير وهكذا فقدت احد احلامي في العمل بالجامعة والحصول على بعثة خارجية لتكملة دراستي ! وبقي التساؤل الذي كان يطرح نفسه علي دائما لماذا لدي هذا الشعور البغيض بان فرحتي غير مكتملة دوما وان شيئا ما لابد ان يعكر علي سعادتي ؟! فلم افرح بمجموعي في الثانوي الا وازعجني القبول في كلية الطب البيطري ولم اشعر بالسعادة في تفوقي والحصول على المركز الثاني في الكلية الا وكنت اول من حرم من العمل بها ومن فرصة الابتعاث الى الخارج !ربما هو قدري وعلي القبول به ولكن لدي شعور قوي أن هناك حكمة ما وراء ما يحدث لي !


اكملت سنة الامتياز لأظل في منزلنا اكثر من 6 اشهر بانتظار التعيين على وظيفة حكومية لم اكن اعلم ان الطبيب في بلدي تنطبق عليه صفة الكساد حتى اظل كل هذه الفترة في بيتنا انتظر وزارة الصحة كي تمن علي بوظيفة هي احوج مني لشغلها في ظل النقص العددي للأطباء في دولة نامية غنية مثل بلدي والتي كانت الى وقتنا هذا تعتمد على تعيين اطباء من الخارج لحل مشكلة كنت انام اغلب النهار في محاولة مني للهروب فقد اعتدت طوال سبع سنوات على الجد والمثابرة وعلى قضاء جل وقتي في الدراسة والبحث ! قسم من زميلاتي تضايقن من الوضع وبدأن في استغلال الوقت في العمل بدون مقابل في الجامعة من اجل اكتساب خبرة ولكني لم استطع دخول الجامعة مرة اخرى فاحساسي بالظلم ورؤية الغير يشغل منصبا انا احق به كان يؤذيني كثيرا والقسم الآخر منهن شغلن انفسهن بالخطوبة والزواج وتأسيس اسرة الى أن يقضي الله امرا كان مفعولا اما انا فبقيت تائهة ضائعة وحيدة الى ان جاء اليوم الذي ثار فيه عليّ والدي يتهمني فيه اني انسانة سلبية ضعيفة وانني ابحث عن المناصب وكان الاولى بي الذهاب الى اي مستشفى حكومي لرؤية اكبر عدد من المرضى وكسب خبرة ربما لا احصل عليها في مكان آخر .. كنت اعلم ان والدي على حق ولكن هل نستطيع نحن كبشر ان نتبع الحق لمجرد انه ظاهر وبيّن ! كانت المشاعر في داخلي مختلطة بين احساس بالظلم والتعاسة والخجل .. واخيرا بعد ستة اشهر قضيتها في المنزل قررت ان استمع الى نصيحة والدي الذي استطاع ان يتصل باحد اصدقائه في احدى المستشفيات الحكومية لأعمل كطبيبة متدربة في المستشفى بدون مقابل ! بدأ العمل في المستشفى يشغل معظم وقتي الغريب انني احسست بعد فترة قصيرة من العمل أنني في غابة كبيرة البقاء فيها للأقوى وليس للأفضل ! مؤمرات بين الاطباء بطريقة لا تناسب لا المستوى العلمي او الانساني على السواء ومنافسة غير شريفة في كثير من الاحيان .. علاقات مشبوهة بين الاطباء والممرضات عالم غريب عجيب وقفت امامه خائفة مرعوبة ان يفترسني القوي منهم اذا اغمضت عيني لحظة ما اسوأ ان تكون وافد جديد على مكان عامر بشتى انواع المشاكل والشللية .. اذا لم اصبح صديقك فأنا عدوك واذا صاحبت عدوك فبالتالي انا عدو جديد لك .. كنت انظر مذهولة الى كمية النفاق الاجتماعي بين العاملين بالمستشفى والذي كان يجعلني اصاب بالقرف والغثيان لاترك في اغلب الاحيان المكان واجلس وحيدة اقرأ في صمت مجلات طبية ! هل هذا هو الحلم الذي كرست حياتي من اجله هل هذا هو المكان الذي يشفى آلام الناس ويقضي على امراضهم ! هل هذه هي شخصية الطبيب المرموقة الذي يخاف الله ونكن له الاحترام اينما ذهب وحل هل هذا هو مجتمع الاطباء الحقيقي الخفي الذي لا نعرفه نحن ربما لا وربما نعم لكن الايام القادمة بالتأكيد ستوضح لي الحقيقة




لازلت اعاني من مشكلة الاندماج في وسط اجد نفسي مشمئزة منه خاصة بعد ان قامت احدى الطبيبات المخضرمات في المستشفى بشكوتي لادارة المستشفى لاني عالجت احد الاطفال بشكل لا تراه هي مناسبا كان هناك همهمات وهمسات عليّ اينما اذهب ولم يكلف احدهم نفسه ليقول لي ما حدث !! و لم يناقشني اي طبيب في العلاج حتى اتعلم منه اذا كنت اخطأت فعلا !! اكتفى الجميع بالتحدث بتهكم وسخرية من وراء ظهري عن الطبيبة الجديدة التي تخطيء في علاج المرضى وتعمل في المستشفى بدون مقابل !! الغريب انني كنت من اشطر الطلبة في الكلية في علاج الاطفال وتشخيص امراضهم والمعروف عني اني لا اعالجهم فقط بل انني استطيع ببساطة كسب محبتهم وثقتهم وعلاجهم بسهولة رغم ان الكثير من الاطباء لا يملكون تلك الموهوبة خاصة في علاج الاطفال !! واخيرا جاءتني طبيبة يبدو عليها التدين والاحترام لتفاتحني في الموضوع من باب النصيحة كانت اول شخصية في المستشفى ارتاح لها واقدرها .. حكت لي ما يحدث خلف ظهري وطلبت مني ان اكون حريصة فكثير من الاطباء وخاصة تلك الطبيبة المخضرمة يبحثون في زلات الآخرين من اجل البروز على حسابهم فهي عندما تذهب للشكوى تمدح نفسها بطريقة غير مباشرة لتوضح مدى حرصها على المرضى وتفانيها في العمل بينما امثالي يخطئ ويهمل ولا يفقه ماذا يعمل المشكلة ان تلك الطبيبة لم تحصل على اي شهادات تخصص في الاطفال فهي لا تزال طبيب عام ورغم ذلك كانت تعامل كأخصائية للاطفال !! انتظرت خلال الاسبوع ان يقدم اي شخص للتحقيق معي ولكن شيئا لم يحدث من ذلك وفي احد الايام وانا في احدى العيادات اكشف على احدى السيدات فوجئت بتلك الطبيبة تفتح الباب علي بعنف وتوبخني امام المريضة والممرضات باسلوب سوقي كريه وكأننا في احد الاسواق الشعبية المتدنية المستوى قالت : لا اريدك ان تدخلي قسم الاطفال ولا أن تضعي يدك على اي طفل قلت : انا اذهب الى هناك عندما يطلب مني رئيسي المباشر ان اغطي احدى عيادات الاطفال قالت : اياك ان اراك هناك ايتها الحمقاء !!!!!!


!قلت : اذاً تحدثي الى رئيسي مباشرة وليس لي والآن اخرجي من هذه العيادة فورا قبل ان اتفوه بكلام لا يعجبك تركتني ورحلت


.. احسست بزلزال عنيف يضرب اعماقي لتمتليء عيناي بدموع غبية لم افهم لها سببا وقتها ! تركت غرفتي بعد ان اكملت الكشف وانا في حالة ذهول غسلت وجهي وذهبت بعدها الى مكتب رئيسي المباشر المسؤول عني في المستشفى والذي اتلقى عادة التعليمات منه .. دخلت الى مكتبه وانا تقريبا منهارة واخبرته بما حدث وطلبت منه ان يقول لي اذا كنت فعلا اخطأت في علاج احد الاطفال حتى استحق كل هذا الهجوم امام الممرضات والمرضى بشكل مخزي وكأنني عاملة منزلية كسرت احدى التحف النادرة بالمنزل الذي تعمل فيه


فوجئت بابتسامة باهتة على شفتيه وهو يقول لي بكل برود : لم تخطئي في العلاج فانا راجعت كل ملفات الاطفال الذين عالجتهم خلال الاسبوع ووجدت انك لم تخطئي بالعكس استخدمت ادوية جديدة ورخيصة تناسب حالة المرضى المادية وشرحت في الملفات بالتفصيل حالة كل مريض بشكل واضح ومدهش هذا علاوة عن خطك الجميل وترتيب افكارك ودقة ملاحظاتك عن كل حالة لم اصدق اذناي قلت : لهذا اهانتني امام الجميع بهذا الشكل


قال : انت جديدة وستعتادين على اسلوب الزملاء مع الوقت


قلت : اعتااااااااااد !!!.. يجب ان تأخذ لي حقي من هذه الطبيبة الشريرة وتفهمها اني لا استحق كل هذا واني لم اخطيء لتتجرأ علي هكذا


قال بابتسامة بلهاء لا تناسب التوتر الذي اشعر به : حسنا سأكلمها لاحقا لا تأخذي الموضوع هكذا :-" واتمنى ان تبتعدي عن اي صدامات مباشرة معها لانك من سيخسر حتما فهي طبيبة قديمة ومعروفة بقدرتها على اختلاق المشاكل واغلب من في المستشفى يحرص ان لا يقع معها في مشكلة كي لا يتعب فمستواها متدني جدا ويحرص الجميع على عدم النزول الى ذلك المستوى بمن فيهم مدير المستشفى لم استطع ان اسمع شيئا مما قال بعد ذلك رغم ان شفتيه كانت تتحرك أمامي وبدأت دموعي تنهمر بغزارة وقدرتي على التركيز تذهب ادراج الرياح ! لأتأكد بعدها بما لا يدع مجالا للشك انني في غابة حقيقية لن يدافع عني فيها اي احد لذا علي ان اربي مخالب وانياب لاحمي بها نفسي اذا قررت البقاء هناك ..




كانت تمر الايام في المستشفى طويلة وقاسية لا يخفف علي فيها سوى دعوات المرضى لي بالتوفيق بقيت فترة طويلة هكذا ليس لي اختلاط بالعاملين في المستشفى سواء اطباء او ممرضات احبس نفسي بين الكتب واحاول قدر الامكان تجنب الخطأ مهما كان صغيرا كنت اسمع كل يوم كلمات وقصص لا تعجبني فازداد بُعدا ونفورا عن تلك الاجواء التي تعج بامراض السلوك والأخلاق ! واكتشفت مع الوقت ان امراض الجسد يمكن علاجها اما امراض الروح فلا علاج لها سوى الخوف من الله عز وجل .. علمت بالصدفة ان الطبيبة المخضرمة والتي تدعى نسمه كانت تقوم بتصوير ملفات المرضى الطبية عندما تجد اخطاءً للزملاء وتحتفظ بها بعيدا لتظهرها في الوقت المناسب !! لم اصدق في البداية وبدأت افكر ترى كم ملفا تم تصويرها لي وبمرور الوقت وكثرة هذه النوعية من القصص المقبضة عن ما تقوم به نسمة بدأت انفر فعلا من قسم الاطفال الذي احب حاولت قدر الامكان تجنب تلك الطبيبة التي كانت تمارس امراضها النفسية في تشويه سمعة زملائها الاطباء ليبزغ نجمها بعد افهام الجميع ان ما تقوم به ليس لشيء سوى خوفا وخشيةً من الله ! والحقيقة انني كنت اتساءل من اي تأتي بالوقت لتفعل كل هذا فهي زوجة وام وعندها من المسؤوليات ما يثقل الكاهل هذا بالاضافة الى ضغط العمل وعدد المرضى الهائل الذي يتوافد على المستشفى كل يوم !! وهذا الوقت الذي تقضيه في النتقيب والبحث في ملفات المرضى أليس العمل أولى به بعد عدة اشهر من العمل فوجئت برؤية بعض ملفات المرضى الذين عالجتهم في بداية عملي بالمستشفى ! لم اصدق ما أرى كدت أن اختنق من الدخان الكثيف الناتج عن احتراق اعصابي وانا انظر في الملفات التي قضيت فيها وقتا طويلا لكتابتها بطريقة واضحة وسهلة كي يستطيع اي طبيب متابعة الحالة بعدي !! كان هناك دوائر حمراء حول بعض الادوية التي استخدمها للمرضى !! وبعض الاسهم على ملاحظاتي في ملف المريض طبعا واضح ان من كتب ذلك هو الريح الصرصر العاتية التي سخرها علي حظي الأسود لانها كتبت بعدي ملاحظات عني شخصيا وكأنها ناقدة صحفية لأحد اعمالي الفنية هل يعقل ان تفعل ذلك في ملفات المرضى وبهذه الطريقة الفجة ؟!!!!!! المشكلة ان ملفات المرضى بعدها ابعد ما يكون عن الترتيب فخطها سيء جدا لا يمكن قراءته الا بخبير خط !! ووصفها للحالة غير علمي ولغتها الانجليزية ركيكة جدا لا يكتب بها طالب في ابتدائي !! ورغم ذلك شوهت كل ملفات مرضاي باللون الأحمر وكأنها مدرسة وانا تلميذتها وملفات المرضى دفاتري المدرسية وهي من يقوم بتصحيحها قررت ان اذهب بالملفات شاكية لكني توقفت بعد ان تذكرت كلام رئيسي لي بأن ملفاتي ممتازة وعلاجي للمرضى لا غبار عليه .. لو كنت فعلا مخطئة لكانت ادارة المستشفى حققت معي على اقل تقدير ومنعتني فعلا من العمل دون رقابة من احد الاطباء لذا يجب ان اتريث قليلا وان لا اتخذ قرارا وانا غاضبة ومتوترة كما علمني والدي دائما حسنا سألقن تلك النسمة درسا لن تنساه ان عاجلا او اجلا في كيفية التعامل مع الزملاء بطريقة تناسبها وتناسب من على شاكلتها وبدون النزول الى مستواها


نتيجة عملي المضني وإجازة احد الأطباء في المستشفى لقضاء سنة بدون مرتب قررت ادارة المستشفى تعييني على وظيفته مدة عام كامل بشكل مؤقت فاذا اثبت قدرتي المهنية بعدها يتم تعييني بشكل رسمي هناك فرحت جدا بالتعيين خاصة ان اغلب دفعتي في الكلية لم يتم تعيين اغلبهم في وظائف برواتب مجزية مثلي بمن فيهم المعيدين والمعيدات .. كم كانت فرحتي عارمة باستلام اول راتب لي اول مرة احس بمعنى ان تحصل على راتب نتيجة لمجهودك وتعبك قررت أن اشتري بأول راتب هدية لوالدي وأمي تقديرا مني لتعبهما معي خلال سنوات الدراسة وسهرهما على راحتي كل تلك السنين دون كلل او ملل من قصصي التعيسة ما أجمل أن استقل ماديا عن اسرتي الصغيرة وادخر من نقودي الخاصة لأشتري ما يطيب لي بدون مد احدى يداي لوالدي العزيز فقد كنت أكره الشعور بالخجل نتيجة لذلك خاصة بعد ان تخرجت وعملت .. سبحان الله العمل واستقلالي المادي اثرا في شخصيتي بشكل واضح فاصبحت قوية وصلبة في مواجهة الظروف مهما كانت ومع الخبرة التي اكتسبتها من العمل لم يعد ينتابني ذلك الشعور بالخوف والرهبة ممن حولي ازدادت ثقتي في نفسي بشكل كبير وهذا ساعدني في التقرب ممن حولي و التمييز بين الصالح والطالح في المستشفى استطعت بعدها تكوين صداقات متعددة هناك فأصبح لدي الكثير من الأصدقاء الذين صرحوا لي فيما بعد بآرائهم الشخصية التي كونوها عني في بداية عملي أغلبهم اتهمني بالغرور نتيجة لانعزالي عن الجميع كان تصريحهم بأني مغرورة مفاجئ جدا لي وتساءلت في داخلي اذا كان معنى الغرور عند الناس هو التعالي عن صغائر الأمور وعدم القدرة على ركوب موجة النفاق الاجتماعي ما أسهل تكوين رأي سلبي عن أي موظف جديد لم يأبه أي من الموظفين بالتحدث إليه ومرعاة قلة خبرته واحراجه أحيانا من فرض نفسه على ناس لا يدري عن خباياهم شيئا و قد لا يجدون وجوده محبباً ! لو بادر اي شخص منهم التحدث إلي بشكل ودي والسؤال عني بشكل لطيف لما أصابني هذا النفور والخوف من جو العمل ! لقد تركني الجميع تائهة في بحر من الرهبة خاصة بعد أن وقفت وحيده ضد عواصف الدكتورة نسمة ولم أسمع أن أي شخص حاول حل المشكلة بيننا بمن فيهم رئيسي المباشر واكتفى الجميع بانتظار النتيجة حسناً أمي أنا مستعدة للذهاب الآن .. كنت أرد على والدتي وهي تستعجلني للنزول بسرعة لأننا سنذهب اليوم مع والداي وبعض أفراد أسرتنا المقربين احتفالا بتعييني بعد أن اخترنا موعدا مناسبا للجميع




دخلنا المطعم الأنيق الذي اخترته بنفسي للاحتفال فيه بأول نجاح حقيقي لا يسبب لي أي تعاسة ومن أين ستأتيني التعاسة مرة أخرى بعد أن اثبت نفسي في عملي بمجهودي ودون وساطة من أي شخص رددت هذا الكلام بكل ثقة على نفسي التي بدأت تخاف من أي أخبار سعيدة كان المطعم رائعا فعلا وأطباقه شهية للغاية كنت بصحبة عائلتي التي أحب لقد اخترتهم بعناية شديدة جدا رغم اعتراض والدتي على حذفي لبعض شخصيات العائلة من هذه الدعوة إلا أنها رضخت أخيرا تحت إلحاحي الشديد بأن احتفل بنجاحي بطريقتي الخاصة ومع من أحب دون أن تفرض علي الالتزامات العائلية احد لا يعجبني لمجرد قرابته لي كنت مستمتعة بكل لحظة وجهي دائم البسمة حتى أن الجميع علق على حيويتي ونشاطي وكثرة كلامي وبينما أن استعد لطلب الحلوى فوجئت بيد تلمس ظهري وتقول : لمىىىىى لا أكاد اصدق !تمنيت أن أكون في حلم لاستيقظ منه قبل أن اضطر للسلام على هذه المخلوقة في هذا اليوم بالذات قلت : مرحبا غادة كيف حالك ردت : في أحسن حال يبدو أن حظي رائع لأني وجدتك هنا فقد انقطعت أخبارك عنا وودت أن ادعوك على حفل زواجي الأسبوع القادم :-"امتقع وجهي وقلت : مبارك لك وفقك الله قالت بلؤم واضح : يبدو انك لم تعلمي بخبر خطبتي أصلا زوج المستقبل هو شخص تعرفينه جيدا ألا تذكري الدكتور خالد العلي .. وكيف لي أن أنسى ذلك الإنسان الوسيم المهذب الرائع حاولت أن اخفي دهشتي الشديدة فقد كانت غادة لا تناسب ذلك الإنسان أبدا !قلت بهدوء وبلا مبالاة : نعم اذكره قالت : نحن هنا اليوم في العشاء الأخير لنا مع عائلتي وعائلته لأننا سنسافر بعد زواجنا بأربع وعشرين ساعة إلى أمريكا لنكمل دراستنا معا فقد أخرت بعثتي للدراسة بعد خطبتنا ! شئ ما عصر قلبي بقوة وقسوة قلت : معك حق هو يستحق تضحيتك الكبيرة بلا شك كان يبدو عليها الزهو جدا وكأنها حققت نصرا خاصة بعد أن رأيتها تدقق في أصابع يدي لتعرف إذا ما ارتبطت بأحدهم أم لا ضممت أصابعي إلى كفي في محاولة لمنعها معرفة أنني لم ارتبط بعد كان موقفا سخيفا جدا انتهى بأن سمعت الدكتور خالد ينادي على غادة التي استأذنت مني وذهبت إليه بعد أن رسمت ابتسامة عريضة على وجهها وقالت له بود لم اسمعها تحدث به أحدا من قبل أنني لمى عبد العزيز إحدى صديقاتها ! ألقى تحيته إلي فقد كنت إحدى تلميذاته من قبل بشكل هادئ و سريع محترما فيه معرفة الجميع بتديني وحرصي الشديد في محادثة الجنس الآخر والتعامل معهم ! اكتشفت بعد ذهابهما أنني فقدت قابليتي للأكل تماما لذلك لم أطلب أي حلوى كما كنت سأفعل قبل رؤية غادة وبعد دقائق أقبل النادل ليعطيني ظرفا فيه دعوة خاصة لحضور حفل زفاف غادة في أكبر وأفخم قاعة للاحتفالات في مدينتي ! كان أجرها لليلة واحدة يكفي لسد حاجة فقراء المدينة 6 أشهر على الأقل !بلا شك ذهبت فرحتي بتعييني أدراج الرياح بعد مقابلتي لغادة لأكتشف أنني كنت أحتفل بوظيفة مؤقته عملت قبلها في المستشفى بدون راتب فترات مضنية بضعة أشهر ولا أمل لي فيها بالابتعاث بينما هي تحتفل بالزواج من طبيب رائع لتغادر معه في بعثة دراسية بعد فرح اسطوري قد تأتي بعدها بسنوات وتصبح رئيسي !!




هل كان شعوري وأزمتي بعد رؤية غادة غيرة وحقد


في الحقيقة كان صعب علي وقتها أن أجيب !!


ولكني بقيت فترة أتساءل لماذا هذه الانسانة تأخذ كل ما تريد بهذه البساطة دخلت الطب وهي من أغبى الخلق فكانت تخفق كل سنة فيضطر والدها لاستخدام نفوذه وتنجح بينما يحرم غيرها من دخول الكلية مثل ما حدث مع الأولى على المنطقة التي حرمت من الدخول لأنها مرضت يوم اختبار القبول رغم أن غادة نفسها لم تحضره ثم تأخذ بعثة خاصة على حساب الدولة بطريقة ملتوية لتذهب فتكمل تعلميها حتى بدون أن تعمل لاكتساب خبرة كافية وأخيرا تتزوج من طبيب رائع مهذب ووسيم ذو سمعة وخلق حميد وهي انسانة غير ملتزمة أخلاقيا ودينيا !هل وجود هذه النوعية من البشر امتحان واختبار لنا ؟؟؟ وان لم يكن كذلك هل يستطيع أي شخص أن يفسر لي لماذا اليوم الفتاة الملتزمة بدينها وخلقها لا يتقدم لها أمثال الدكتور خالد ! عدد لا بأس به من دفعتي بنات ملتزمات دينيا وأخلاقيا لم يرتبطن إلى الآن بينما اسمع كل يوم أن أمثال غادة الوقحة يتزوجون أفضل الأشخاص بغض النظر عن سمعتهن وأخلاقهن لازمتني تلك الأسئلة طوال الأسبوع وفي كل مرة كانت ترتفع فيها نسبة الاحباط والاكتئاب عندي أقرر انني لن احضر هذا العرس أبدا ! إلى أن دخلت علي إحدى الممرضات في يوم لتخبرني أن رئيس قسم العيون الدكتور حسن السامي توفي ليلة البارحة في حادث مفجع وتوفي معه احدى بناته و الأخرى دخلت في غيبوبة أما زوجته فقد اصيبت ببعض الرضوض ! كانت صدمة لدرجة أنني لم أصدق الخبر في البداية ! الدكتور حسن كان شخصية محبوبة لا يختلف على سلوكه المهذب اثنين .. كان قلب المستشفى النابض ورئيس قسم رائع تمنيت مرارا أن أذهب قسمه للعمل معه من كثرة الكلام المشجع الذي اسمعه عنه ! لم يبقَ شخص في المستشفى من كبيرها الى صغيرها لم يبكي على فراق ذلك الانسان النادر الوجود هذه الأيام ! أجهشت بالبكاء فترة طويلة يومها رغم أن معرفتي به تكاد تكون سطحية كانت فاجعة فقده مذهلة وشديدة أصابتنا جميعا بالحزن الشديد ! من يصدق ما حدث ! هذا الطبيب المتدين والباحث المتمكن الذي نشرت له الكثير من المجلات الطبية الأروبية والأمريكية أبحاثه ودراساته والذي يجمع كل أسباب السعادة والنجاح في نظري فهو شخصية محبوبة واستشاري معروف في بلدي أب لأربعة أولاد زوجته كاتبة مشهورة حياته نموذجا مثاليا لأي شخص يبحث عن السعادة والنجاح يذهب هكذا في دقائق معدودة يخطفه الموت من كل شيء ! جمعت قواي أخيرا بعد أن علمت أن زوجته في المستشفى تطمئن على ابنتها الأخرى التي كانت ترقد بسلام على أحد أسرة العناية المركزة كان الموقف صعب جدا ولم اعرف اذا كنت استطيع فعلا أن أنطق بكلمة عند رؤيتي لهذه السيدة المنكوبة التي فقدت في ساعة واحدة زوجها وابنتها وعلى وشك فقد الأخرى دخلت عليها بهدوء وقبل أن أنظر إليها لمحت ذلك الوجه الملائكي الوديع لطفلتها التي لا تتجاوز التاسعة .. ما أجملها .. وجهها بريء جدا .. دمعت عيناي وانا أتأملها .. لا أدري كم من الوقت قضيته وأنا أنظر إليها ! رفعت رأسي بعدها لمواجهة والدتها التي كانت تجلس بجانبها .. في الحقيقة لم أصدق أن هذه هي الزوجة المسكينة التي يتحدث عنها الجميع ! كانت هادئة جدا وجهها رقيق القسمات الى أبعد الحدود وكثير من الرضى يكتسح ملامحها بشكل مذهل حتى أنني ظننت أنني أخطأت في رقم سرير الطفلة ! أخيرا وبصوت مبحوح نطقت ببعض كلمات العزاء التقليدية فردت علي بشكل حزين لكن متماسك ومؤمن بقضاء الله وقدره بعد أن مسحت دموعي بحنان قائلة : لله ما أعطى وأخذ والحمد له والشكر أن قدر فلطف .. خرجت من عند هذه السيدة المؤمنة الصابرة بدرس لن أنساه أبدا في كيفية الصبر على الابتلاء وحمدت الله وشكرت فضله على كل نعمة أنا فيها وشعرت بالخزي والعار على الساعات التي قضيتها أفكر فيما عند غادة وليس عندي ! كم أنا ساذجة وتافهة جدا هذا الشعور كاد أن يقتلني بعد زيارتي لزوجة الدكتور حسن .. استغفرت ربي كثيرا وعرفت وآمنت أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك !كان هذا أول درس أتعلمه من الحياة بدون توجيهات من والداي ! أول دروس السعادة وراحة البال هو الرضى بالقضاء والقدر وتذكر النعمة التي اعطاها لنا الله وحرم منها غيرنا .. فالتتزوج غادة افضل الناس ولتأخذ أكبر الشهادات ولتأتي غدا استشاريا لا يهمني لم أعد احسبها كما كنت أفعل كل ما يهمني اليوم كيف سأحقق سعادتي بنفسي ومجهودي واكتسب حب وتوفيق ربي في الدارين ..


اليوم ..... فرح غادة قررت أن أذهب كي أهنئها حتى اثبت لنفسي أن نظرتي للأمور قد تغيرت وأنها أختي المسلمة التي يجب أن أفرح لفرحها وأحزن لحزنها مهما كانت الظروف ..تبادلت مع أحد الزملاء يوم المناوبة حتى أستطيع الذهاب يومها ما أسوأ المناوبات الليلية للمرأة هكذا فكرت .. وأنا في طريقي إلى المنزل !لماذا علي أن أتقاسم المناوبات الليلية مع زملائي الرجال ! لماذا لا تكون المناوبات فقط للرجال دون النساء ! لماذا علي أن أخرج من منزلي في منتصف الليل أحيانا لعلاج حالة طارئة أو أن أبيت في المستشفى بدون محرم وعدد الأطباء في المستشفى يكفي لتقاسم المناوبات دون الحاجة إلى تعريضنا نحن الطبيبات لكل هذا عندما دخلت الطب كنت أظن أنني أقدم خدمة رائعة لأخواتي المسلمات بعدم تعرضيهن للكشف عند الأطباء الرجال صحيح أن الإسلام لا يمنع العلاج عند الطبيب ولكني اقطن في مجتمع مسلم ملتزم تفضل فيه المرأة الذهاب إلى طبيبة مسلمة تستطيع علاجها دون اللجوء إلى الرجل خاصة أن هناك أمراض كثيرة تخجل المرأة قولها للطبيب الرجل وترتاح أكثر في نقاشها مع طبيبة تذكرت صديقتي مها وهي في شهورها الأخيرة في الحمل كيف كان جدولها عامرا بالمرضى دون مراعاة تعبها وإرهاقها الشديد فجدول مرضاها لا يفرق عن أي جدول طبيب آخر ! وعندما تأتي الترقيات لرئاسة الأقسام يتم عزل أسماء الطبيبات بسبب أنهن نساء ولا يجب أن تولى المرأة لهذه المناصب ! يال ازدواجية بعض مجتمعاتنا العربية خاصة التي تدعي تطبيق الإسلام ! فهي تمنع المرأة من قيادة السيارة وتحرمها شرعا وتقف دون أن تنطق بحرف وهي تبيت في المستشفى خارج منزلها بدون محرم لأن العمل لا يفرق بين المرأة والرجل في جداول العمل ! بينما تتذكر أنها امرأة فقط عند اختيار رؤساء الأقسام اذكر مرة وأنا طالبة امتياز في قسم الجراحة أن احدى الطبيبات أخذت اجازة أمومة بعد أن عملت لآخر أسبوع تقريبا قبل ولادة طفلتها وبدل أن يرى زملاؤها الرجال في العمل أنها تستحق جائزة فرغم كل آلامها وتعبها خلال تسعة اشهر حمل ثم إرهاق الولادة وما يليها من تعب وشقاء حسدها أغلبهم على إجازة الأمومة التي أخذتها أي إجازة تلك التي ستقضيها تلك المسكينة وفي يديها رضيع صغير جدا يعتمد عليها في كل شيء ماهذا لماذا أشغل نفسي بهذه الأمور الآن علي أن أنام قليلا قبل أن استيقظ لتهيئة نفسي وثيابي لحضور العرس سبحان الله .. كأنني نمت لخمسة دقائق فقط وليس لمدة ساعتين عندما أتت أمي لتوقظني بحنان كي أصلي المغرب وأبدأ في إعداد نفسي لحضور فرح غادة أخيررررررررررا بعد أربع ساعات عمل شاق انتهيت نظرت إلى نفسي في المرآة وكأنني أراها لأول مرة .. ابتسمت ابتسامة سعيدة بمظهري الجميل ثم قرأت على نفسي كل الآيات الخاصة بالحفظ من العين كما اوصتني أمي وأخذت معي بطاقة الدعوة بعد أن اتصلت بمها لتأكد من انتهائها هي أيضا لنذهب في نفس التوقيت تقريبا .. أخيرا ركبت مع والدي سيارته وتوجهنا الى قاعة العرس الفاخرة .. دخلت القاعة وعلامات الانبهار واضحة على وجهي ! هذه ليست قاعة بل قصر رائع كل شي فيها فخم جدا لوحات فنية رائعة معلقة بشكل يسلب الألباب في أغلب جوانب القاعة وهناك عدد كبير من الشمعدنات الكريستال الفخمة وضعت على كل طاولة في القاعة وبجانبها صحون مذهبة ممتلئة بأطيب وأغلى أنواع الحلوى السويسرية التي تم شحنها من جنيف بشكل خاص لحفل الزواج كما اخبروني لاحقا هذا بخلاف اغلى انواع الورود التي انتشرت بشكل رائع في كل مكان تقريبا لتضفي سحرا وعبيرا خلابا في كل أرجاء القاعة والتي بالتأكيد كانت مستوردة من الخارج هي الأخرى لأني لم أرها في بلدي من قبل شعرت أني في قصص الف ليلة وليلة هناك .. أما الحضور فحدث ولا حرج واضح أنهن من سيدات المجتمع الراقي جدا ! لأن أغلبهن يلبسن حلي ومجوهرات تقدر بالملايين بلا شك مسكينة أمي تذكرت كلاماتها وهي توصيني بالحرص على القرط الماسي الذي استعرته منها والذي بالكاد تستطيع أن ترى احجاره الكريمة بدأت أتوتر فعلا وأنا انظر الى هذا العالم الغريب علي لأشعر أنني أكاد أكون معدمة فعلا مقارنة بمن في الحفل انطفأت أنوار الحفل بعد أن اشعلن العاملات بالقاعة الشموع اعلانا عن قدوم العروس غادة ! ترى ماذا ستلبس غادة في يوم عرسها هذا وسط هذه الأجواء التي تعلن بقوة عن الثراء الفاحش لطبقات كنت أظن أنها موجودة في قصص الخيال القديمة فقط


كما توقعت دخلت غادة القاعة وهي ترتدي اجمل ثوب زفاف رأيته في حياتي ثوب عرسها كان يشبه إلى حد كبير الفساتين الفرنسية القديمة الحالمة بلا شك هذا الفستان دُفع فيه ثروة طائلة فطريقة تطريزه تبدو مكلفة جدا كما أن التصميم مبدع للغاية العرس بكل ما فيه كان يعلن بشكل سافر عن البذخ والثراء الفاحش ! لم اكن أعلم أن غادة الشخصية الغبية في نظري دائما يمكن أن يكون مستوى معيشتها هكذا . كنت اعلم أنها غنية ولكن لم اكن اعلم أنها من طبقة فاحشة الثراء كما أرى اليوم خفف علي وجود مها ومريم بالعرس كثيرا لو بقيت هناك وحدي كنت بالتأكيد سأختنق فنظرات الحضور لبعضهم البعض وطريقتهم المتعالية في الحديث أصابتني بالغثيان ترى لو كنت من تلك الطبقة المترفة هل سأتحدث بنفس الطريقة وانظر للناس بهذا التكبر المقرف ابتسمت وأنا أنظر الى وجهي مها ومريم فقد كنت أرى نفس ردود الأفعال التي قمت بها قبل أن يصلن القاعة أحسست بالسعادة فعلا ونحن نضحك بمرح ونقارن حياتنا العادية البسيطة بالناس هناك ! اجمل ما في الحفل كان الأطعمة المتميزة التي تذوقتها هناك .. عدد الموائد المتخمة بكل ما لذ وطاب كانت كثيرة جدا كل ما يمكن أن يخطر على بالك من اسماك ولحوم ومعجنات ولك أن تختار من أي مطبخ حديث تفضل طعامك وعلى اي طريقة تريد سواء إيطالية أو فرنسية أو عربية أنت فقط احلم وقم وأنت تحمل طبقك وحقق أحلامك بعد أن شبعت من كثرة ما أكلت تمنيت أن يوزع باقي الطعام على الفقراء الذين أراهم كل يوم بالمستشفى يعانون من سوء التغذية وخاصة الأطفال ذهبت تلك الأماني مع الرياح عندما رأيت العاملات بالقاعة يأتين بأكياس بلاستيكية سوداء لرمي بقايا الأطعمة ! كدت أن أصرخ بأعلى صوتي وأنا أرى تلك الجريمة أمامي ! استوقفتني مها قائلة : أنت مجرد مدعوة في الحفل لا تدخلي نفسك فيما لا يخصك لم استسغ أن اصمت وأنا أرى ما يحدث ولكني تخيلت نفسي وأنا اطلب من العاملات عدم رمي الطعام بهذا الأسلوب الهمجي فتلتف إحدى سيدات هذا المجتمع وتنظر إلى بنظرة ترثى فيها لحالي وتخرج عدد من الأوراق المالية من حقيبة يديها التي تحمل ماركة عالمية وتتصدق بها علي لأن هيئتي المتواضعة مقارنة بصناديق الجواهر المتنقلة التي أراها في السيدات هناك توحي أنني من فقراء المدينة !طبعا لم انبس ببنت شفه سكت والألم يعتصرني فلم أكن شخصية قوية في الحق كما كنت دائما أتمنى تساءلت بحزن وأنا أنظر لما يحدث أمامي لماذا جيلنا اليوم يخجل من الحق ويصمت على الباطل ويتعلل بالخجل والرقي في التصرفات او ما يطلق عليه الاتيكيت وحرية الآخرين الشخصية ! هل رمي الطعام بتلك الطريقة المستهجنة في سلة المهملات وحرمان فقراء المدينة منه شيء لا يخصني ولا يجب أن أتدخل فيه ثم هل الطبقة هذه التي أراها هنا متخمة بالأموال والمجوهرات في حاجة أن يدعوها أحدهم لتناول الطعام :-" لماذا ننسى في أفراحنا الفقراء ونبخل عليهم حتى ببقايا الطعام الذي لم يأكل ثلثه الليلة ليكون مصيره سلة المهملات وفي الجانب الآخر من المدينة من يموت جوعا يحلم بقطعه من الخبز تسد جوعه في وقت متأخر جدا ركبت السيارة مع والدي الذي ظل مستيقظا طوال الليل خوفا أن ينام ويتركني في الحفل .. نظرت إليه بكل حنان ومحبة ودعوت الله أن لا يحرمني من هذا الأب الرائع الذي لم يغمض له جفن وأنا خارج المنزل خوفا علي ولهفة على سلامتي ..قد لا أكون ثرية مادية مقارنة بغيري ولكني غنية جدا بل فاحشة الثراء وأنا محاطة بهذا الكم الهائل من المحبة والحنان من والداي حفظهما الله أخيرا وضعت رأسي على وسادتي وأنا منهكة من التعب بعد أن صليت الفجر ودعوت ربي أن يكتبني من عباده الصالحين وأن يرزقني بالزوج الصالح الذي يثري حياتي بحبه وحنانه قبل كل شيء




أنكر أن طعم النجاح المهني رائع و مختلف !لكن مع الوقت شعرت بالملل من تكرار العلاج ومشاهدة نفس الحالات باسماء مختلفة لذا طلبت نقلي إلى قسم الجراحة كنوع من التغيير لأنني احتاج بعض التمرين في الجراحة التي دائما كنت متفوقة فيها نظريا بالجامعة رغم كرهي الشديد لرائحة الدماء ومشكلة ضغطي المنخفض الذي يسبب لي دوخة خفيفة هناك تعرفت على الدكتور أحمد كان شديد الوسامة .. ظريف .. من عائلة معروفة .. في الحقيقة أتعبني وجوده هناك كثيرا ! كم أكره منظر الفتيات وهن يظهرن الإعجاب تجاه أي رجل لذلك حاولت قدر المستطاع تحاشيه دائما كنت اخرج من الغرفة التي يكون فيها بدون سبب الا وجوده فيها كلامي معه صارم جدا ليس فيه أي نوع من الخضوع بالقول كان قلبي يخفق بسرعة عندما أراه حتى خفت أن يسمع دقات قلبي المتمردة رغم إلتزامي الشديد إلا أنني كنت أتعامل بنوع من الأخوية المحترمة مع الجنس الآخر !أحمد كان الوحيد الذي أعامله بهذا الأسلوب القاسي وكأنني أخاف أن أضعف معه بطريقة ما !لم أكن أعرف لماذا ؟؟ حاولت معرفة لماذا تتغيّر ملامح وجهي الى الجمود واللامبالاة لمجرد رؤيته لماذا أتوتر هكذا وأسرع في إنهاء أي كلام معه فلا أجد سببا سوى اعجابي الشديد به وكلما رأيت طريقة الأخريات في التحدث إليه يزداد نفوري منه رغم ما أكنه له من اعجاب !! يصبحن في منتهى النعومة والرقة بشكل يستفزني كثيرا !! كان هناك تسابق محموم بينهن للفت نظره عكسي تماما كنت دائما انظر إلى وجهي الباهت الخالي من المساحيق في المرآة وأقارنه بوجه أي واحدة فيهن وقد أظهرت بمساحيق التجميل جماله وروعته فأصاب بإحباط شديد ولكني كنت أصبر نفسي بأنني أطبق ديني الذي هو عصمة أمري بينما هن يكسبن آثاما كثيرة !!ما هذا الشيء الذي جثم فجأة على قلبي عندما رأيته يضحك وينظر للدكتورة ناهد !هل يعقل أن يعجب بناهد !!!!!!!!!!!!!!!!!ناهد ......... كانت في نظري مثالا للوصوليه والأنانية لا يمكن تكريره في الحياة ! كانت تستغل أي شيء للوصول إلى ما تريد ! كل أسلحتها الأنثوية مجهزة تماما للهجوم على أي شخصية تحتاج منها أي شي كنت اشمئز بشدة من أساليبها الرخيصة هذه ! لم تكن طبيبة ماهرة أبدا !بالعكس كانت عصبية مترددة لا تستطيع أن تأخذ قرار في طريقة العلاج لذا كانت تجهد كل من يعمل معها لأنها تغيّر رأيها كل مرة بعد أن يعدوا لها ما طلبت من أدوات لم تكن أي ممرضة تحب العمل معها لأنها لا تحترمهن ودائما تهينهن !ورغم ذلك فهي في منتهى النعومة والأنوثة والطيبة مع أي رجل في المستشفى خاصة الرؤساء والزملاء وكأنها تريد كسب ودهم بطريقتها الخاصة لتغطي على ضعفها في العمل !!!!!!!


لقد ذقت الأمرين معها عندما عملنا سويا في نفس القسم !كانت تبدو طيبة للغاية وبعد فترة تكتشف أنها كانت بتلك الطيبة والوداعة فقط لتحصل على أي معلومات تهمها وبمجرد حصولها عليها تدير لك ظهرها تماما !! اذكر مرة أن أغلب الأطباء الرجال أظهروا لي مدى تعاطفهم معها عندما تم نقلها الى أحد المراكز البعيدة التابعة للمستشفى مدة شهر ! تعجبت وقتها من هذا التعاطف معها بالذات فقد قضيت في ذلك المركز قبلها 3 أشهر دون أن انبس ببنت شفة ثم علمت السبب عندما وجدتها بالصدفة تحكي بمنتهى التعاسة وبطريقة محزنة للدكتور أحمد مدى ما تقاسيه كل يوم في الذهاب الى ذلك المركز المخيف


واضح أنها تخطط لإصطياد أحمد

طبعا بعد 3 أشهر من مجهودات ناهد المكثفة وقع أحمد في براثن مكرها ! تمت الخطوبة والكل مذهول من اختيار أحمد الغير موفق ورغم ذلك كان الجميع عندما يراه يأخذه بالأحضان ليهنيه بطريقة مستفزة وبعد انصرافه تبدأ جلسات غيبة ونميمة على أعلى مستوى حتى ناهد لم يبقَ كبير ولا صغير محب او مبغض الا و هناها رغم احتقار الأغلبية لها في الحقيقة حزنت لفقدي أحمد ولكني تأكدت أنني لست من النوع الذي يفضله ! اختياره لناهد يوضح أنني أبعد ما أكون عن تفكيره كانت ناهد دائما تقول لي أني مغفلة لن يتقدم لي أي شخص وأنا أخرج هكذا بدون أي زينة وكأنني ذاهبة الى عزاء ! في الوقت الذي كنت انتقد تبرجها السافر ! كنت في نظرها معقدة خجولة وكانت في نظري وقحة منحلة لا أدري لماذا عندما تلتزم المرأة بحجابها وتتحفظ في أسلوبها مع الجنس الآخر يفهم ذلك على أنها معقدة هل الخجل والحياء أصبح في هذا الزمن يقلل من شأن الفتيات الغريب أن يمدح الرجل المرأة المتسترة المهذبة ولكنه يقع بسهولة في مصيدة امرأة أبعد ما تكون عن الحياء والتهذيب !يطلبها محجبة ثم يسألها في يوم وهي في صحبته في الأماكن العامة بغباء مستفز لماذا تبدو شاحبة هكذا بدون أي زينة يريدها مؤدبة ومهذبة ولا تعلم عن حياة الزوجين الخاصة شيء ثم يتهمها بالبرود وقلة الخبرة ! واذا اكتسبت بعض الخبرات من الاخريات اتهمها في شرفها وعفتها هذا التناقض بات يشغلني ويؤرق جميع الفتيات اليوم ! عندما تهزم الوقاحة الحياء ! ويتغلب المظهر على المخبر ! ويسود النفاق على الصدق ! ويطمع القوي في الضعيف ! يجب أن تسقط الأمم ......

بعد خطبة أحمد وناهد قررت أن أترك قسم الجراحة ولكني تراجعت بعد فترة حتى لا يفسر خروجي من القسم تفسيرا لا يعجبني لذا حاولت أن اتجاوز مشاعري السلبية واستمر في عملي حتى اتعلم مواجهة المواقف بدل الهروب منها .. بدأت اكسب رضى جميع من أعمل معهم في قسم الجراحة لأني تعلمت أن لا أعارض بشكل جاف آراء الآخرين في نفس الوقت أنفذ ما أريد بطريقتي الخاصة ! مع الوقت نحن لا نكسب الخبرة في العمل فقط بل في كيفية التعامل ايضا

كنت منهمكة في عملي بشكل لم يتح لي ملاحظة اعجاب د.عبدالله بي حتى نبهتني مرة له ناهد بشكل ساخر ! أخيرا هناك من يهتم بلمى الملاك ! قالت جملتها تلك وكأنها تبسق في وجهي

قلت : د. عبدالله انسان محترم جدا وهو شريكي في بحث نعده في هذه الفترة نظرت إلي نظرة مشككة في صدق كلامي وقالت : لا يهم كنت أظن أن مثلك لن يلفت نظر ممرض

رددت : مثلك يهتم بلفت الأنظار ومثلي يهتم بغض البصر ! تركتها وخرجت من غرفة الطبيبات .. في الحقيقة لم يزعجن كلامها أبدا بالعكس أحسست بسعادة تغمرني !هل يعقل أن يعجب بي فعلا د.عبدالله لقد فقدت الثقة بنفسي فترة طويلة لدرجة أنه لم يعد لي أمل في الزواج ! الغريب أن أرى كل هذا الحقد في عيني ناهد رغم أنها مخطوبة لطبيب لا يقل شأنا عن د.عبدالله يا الهي ! هل أنا في حلم جميل أم هي الحقيقة بعد أسبوع واحد من حديثي مع ناهد تقدم عبدالله فعلا لخطبتي التي تمت في آخر الشهر تقريبا .. سعادتي وقتها كانت غامرة لم أكن أحلم يوما أن اقترن بعبدالله الطبيب الماهر الذي عرف بقوة شخصيته وتدينه ..

ترى هل ستبتسم لي أخيرا الحياة .. لنرى

ي..ت..ب..ع


بداية القصة الجامدة من هنا من الحلقات الجاية;(

Sunday, June 3, 2007

!مذكرات مواطنة تعيسة في بلد عربي

ديه قصة طويلة قريتها و عجبتني جدا اول كام حلقة قلت مملة بس بعد كده كانت حلوة اوي فقلت انقلهالكم هنا

!مذكرات مواطنة تعيسة في بلد عربي
الحلقات من 1-10

كنت أظن ان مراحل الدراسة هي النكد الحقيقي الذي سأتخلص منه بمجرد التخرج من الجامعة والخروج الى ساحات العمل الواسعة حيث الانطلاق الى فضاء الانتاج والعمل تحت سماء الوطن كنت حالمة غبية جدا صدقت ببساطة كلمات الأغاني الوطنية التي تتحدث عن الهمم العالية والأمثال التي عفى عليها الزمن وهي تطلب سهر الليالي لنيل العلا كلما اتذكر الساعات الطويلة التي قضيتها وانا بين الكتب اذاكر بهمة في الثانوية العامة حتى احصل على تقدير عالي ادخل به كلية علمية اخدم من خلالها وطني واحقق ذاتي اصاب باحباط شديد فدخول الجامعة ليس بالشئ السهل والبسيط الآن حتى لو كان مجموع الطالب المتقدم عالي ! هناك ما يسمى بالمقابلة الشخصية التي تكاد تكون الستار الرئيسي لكارثة الواسطة ! فتجد من هم دون المستوى واقل الجميع في مجموع الدرجات ورغم ذلك يحصلون على اي مقعد في اي كلية يختارونها والسبب بسيط ان فلان لديه واسطة كبيرة !تقدمت كغيري الى الكلية التي اريد واذكر ان والدتي اصرت ان تذهب معي الى الجامعة ذلك اليوم !! كم كنت خجلى من وجودها معي فاحساسي كان اني انسانة مسؤولة اليوم واكبر من أن اذهب مع والدتي الى الجامعة ! قضيت ساعات طويلة في محاولة أن اثنيها عن الذهاب معي دون فائدة ! ذهبت معي الى الجامعة وانا أكاد ابكي مالذي سأقوله لصديقاتي عند رؤيتهن لوالدتي معي وانا في هذا السن دخلت الى الجامعة مع امي وانا احاول تجنب التعرف على هوية الشخصيات الموجودة في مكان التقديم حتى لا يكتشف من اعرف اني قادمة اليوم الى الجامعة بصحبة والدتي لتقديم اوراقي للكلية التي اريد ! وجدت الكثير من زميلاتي هناك اغلبهن كن بصحبة امهاتهن لذا ارتحت بعد رؤية ذلك المنظر وقتها كثيرا وقفت انا ومجموعة من المتقدمات في طابور طويل لتسليم اوراقنا كدت اسقط اكثر من مره بسبب التعب والحر والازدحام واخيرا وصلت الى النافذة الصغيرة التي سأسلم فيها اوراقي للمسؤوله مددت يدي بفرحة عارمة لاعطائها ملفي فوجئت بيدي تصطدم بقوة بزجاج النافذة التي اغلقت في وجهي عندها قالت لي المسؤولة بنظرة غاضبة وهي تفتح جزء من النافذة وتكاد ان تبصق في وجهي : وقت الفطور رديت بهلع : فطووووووووور ولكني تعبة جداً خذي اوراقي وافعلي بعدها ما شئت ردت بغضب : يعني ما نفطر نشتغل متواصل بدون رحمة ولم تنتظر ردي اغلقت النافذة وذهبت تحمل ارتال الشحوم المتكالبة على جسمها في مشية اقرب ما تكون الى مشية البطريق !كم حزنت على ملابسها التي كادت أن تتمزق لتصرخ طالبة النجدة من شدة التصاقها بذلك الجسم السمين ! بدأت الدموع تتساقط من عيني قهرا وألما ولكني بقيت صامتة ساكنة اكتم غيظي واشكي همي لله وأنا ارى من خلال الزجاج البقرة الضاحكة أمامي تلتهم الفطور بصحبة القهوة والشاي
لم اكن من الشخصيات التي تستعذب الاحزان لذلك شرد ذهني وانا في قمة التعاسة الى احلام وردية عن حياتي المستقبلية بعد أن يتم قبولي في الكلية واقضي بها عدة سنوات .. أخيرا سأخرج الى دنيا العمل بجد ومثابرة وسوف أبني بلا شك مجتمعا على اسس علمية حديثة اطبقها من خلال دراستي لم اشعر بتلك الابتسامة الغبية التي رسمت على وجهي ولا بصوت السيدة بَطْرِيق وهي تطلب مني الأوراق سمعت بعدها أصوات من كل الاتجاهات وشعرت بمجموعة لا يستهان بها من الأيدي تهزني من احلامي اخيرا قدمت أوراقي بطريقة ميكانيكية للسيدة بَطْرِيق فوجدت الأخيرة تبتسم بسخرية وجزء من أوراق الخس عالق بأحد ثناياها قائلة : هناك ورقة ناقصة عليك الذهاب الى الغرفة المقابلة لاخذها قلت ولكنني ذهبت هناك من قبل واعطتني السيدة المسؤولة كل الاوراق المطلوبة ثم أنني لو ذهبت هناك بملفي سأقف في هذا الطابور التعيس مرة أخرى لذا طلبت في رجاء ان تحتفظ بملفي عندها حتى ارجع بالورقة المطلوبة او أن تعدني على الأقل بانهاء اوراقي عند عودتي من الغرفة المقابلة ! لم اكمل كلامي حتى وجدت الملف قد القي باتجاهي وصوت السيدة بَطْرِيق يعلو شيئا فشيئا تطلب مني الذهاب الى الغرفة الأخرى فورا لأني اضيّع وقتها الثمين الذي ضاع جله في الفطور كانت أول مرة في حياتي يكلمني شخص بتلك الطريقة المهينة وبذلك الأسلوب المستفز تذكرت حنان أمي الدائم الذي يحيطني بكل ود .. واحترام والدي لي رغم صغر سني ! انتفضت بحزن امام تلك المعاملة الجافة وذهبت حيث وجهتني السيدة بَطْريق الى الغرفة المجاورة ! لم يكن الحال هناك أفضل ان لم يكن أسوأ لم أجد طابور أقف فيه وانما وقف الجميع بشكل غير منظم وجميعهم في انتظار الموظفة التي اختفت فجأة دخلت اخيراً السيدة المسؤولة كانت طويلة جدا ورشيقة .. شيئا ما فيها ذكرني بالزرافة تقدمت منها بسرعة البرق وطلبت الورقة الناقصة فطلبت مني الانتظار خمس دقائق حتى تنجز بعض الأعمال . كنت أرى الساعة تتحرك أمامي بصمت خمس .. عشر .. ربع ساعة .. نصف ساعة .. ساعة واخيرا بعد ساعة ونصف اعطتني الورقة اسرعت الى نافذة السيدة بَطْريق بفرحة عارمة اوضح فيها لكل من في الطابور أنني كنت اقف في هذا الطابور قبل الجميع وتأخرت بسبب ورقة وهي معي الآن ويبدو أن الجميع تعاطف معي عندما علم بوقت حضوري المبكر الى الجامعة واخيرا وصلت الى النافذة لتصطدم يدي مرة أخرى بالزجاج ! هذه المرة قالت لي السيدة بطْرِيق انه وقت صلاة الظهر فقلت : لم يؤذن بعد قالت في هذا الوقت نستعد للصلاة والغداء ! ادارت ظهرها لي مره اخرى ورحلت !رددت بشرود :غداااااااااء
كانت امي تنظر الي بكل حنان من بعد وهي تجلس على أحد الكراسي وبجانبها عدد من الأمهات ! الجميع كان مستاء جدا من الوضع ! فلم يكن هناك اي تنظيم في مكان التسجيل والقبول اطلاقا !حمدت الله ان امي اصرت أن تأتي معي فنظرتها الحانية لي كفيلة بتبديد كل ما شعرت به من تعاسة !قضيت حوالي الاربع ساعات متنقلة من غرفة الى غرفة في كل مره أكتشف أن هناك ورقة ناقصة واخيرا سلمت اوراقي كاملة واخذت رقما خاصا بمعاملتي ورقم هاتف للاتصال والاستفسار عن اوراقي بعد اسبوع ذهبت الى المنزل وانا في قمة التعب تذكرت مدرستي الحبيبة التي كنت احلم دائما بالخروج منها الى صرح اكبر ! اعترفت بحسرة اني للأسف لا أشعر بقيمة الاشياء الا بعد فقدانها ! حسنا التقديم للكلية هو اسوأ خطوة وبعدها ستفتح لي ابواب الجنة أنا متأكدة من ذلك هكذا فكرت وانا اشجع نفسي وامنيها بحياة أفضل اتصلت بعد اسبوع اسأل عن اوراقي فقالت لي المسؤولة : اوراقك تم تحويلها الى الكلية المطلوبة وطلبت مني أن اذهب الى هناك يوم الأحد لأخذ اوراق الفحص الطبي ومراجعة المكتب لتأكد من موعد المقابلة الشخصية والامتحان الخاص بالكلية .. الكشف الطبي لم يكن ارحم من يوم التقديم ولكني صبّرت نفسي ان الوصول الى القمة يتطلب بعض التضحيات هل انا في كابوس ام هي الحقيقة كدت ان اقرص نفسي فعلا لتأكد من ذلك وانا في امتحان القبول بالكلية ترى من وضع هذا الامتحان عالم ذرة ام رائد فضاء تصفحت الورق جيدا وفي كل مرة اقرأ الأسئلة اراها تزداد تعقيدا قرأت كل الآيات التي احفظها والأدعية وصليت على النبي عدة مرات في محاولة لتهدئة نفسي واخيرا بعد ان قمت بحل كل ما اعرف سمحت لنظري ان يذهب ابعد من الورقة التي امامي لأتفحص وقع الامتحان على من معي بالقاعة لم تكن حالتهن افضل بل اني اكتشفت ان هناك من تبكي ومن تلعب بالقلم في محاولة لاضاعة الوقت بالاضافة الى عدة مقاعد خالية نتيجة لخروج البعض من الامتحان مبكرا !انتهى وقت الامتحان فسلمت ورقتي وخرجت وانا افكر في المقابلة الشخصية التي ستجرى لي بعد نتائج هذا الامتحان ترى هل سأنجح سؤال تصعب الاجابة عليه :-
مرت عدة دقائق وسماعة الهاتف في يدي واصبعي متردد في طلب رقم هاتف الجامعة لاستفسار عن النتيجة !فكرت في الحزن الذي يمكن أن يخيم على جميع من في البيت خاصة والدي ووالدتي لو اخفقت في الدخول الى هذه الكلية التي حلمت أن ادخلها منذ أن كنت طفلة بحركة سريعة طلبت الرقم وبهدوء اعطيت رقم جلوسي بالقاعة واسمي ( لمى عبدالعزيز ) للمسؤولة كنت اسمع صوت الاوراق التي كانت تقلبها في محاولة لايجاد اسمي ربما كانت دقائق قليلة ولكنها كانت سنين عجاف طويلة بالنسبة لي ! قضمت كل اظافري من التوتر وأنا انتظر اخيرا قالت : آسفة اسمك غير موجود قلت : نعععععععععععععععم ماذا يعني ذلك قالت : شيء غريب فعلا اسمك لابد أن يكون هنا حتى لو كنت من الراسبات ثم طلبت مني الانتظار حتى تتأكد من قائمة الأسماء لن احقق احلامي ولن ادخل الجنة التي حلمت بها يبدو ان علي البحث على كلية اخرى اسهل وقبولها ايسر من هذه الكلية الصعبة ترى اي كلية يمكن أن اجد فيها ما احلم به وكيف سأبلغ والدي هذا الخبر السيء بدأت دموعي تنهمر والتعاسة تزداد داخلي لدرجة اني فكرت في اغلاق الهاتف من بين عبراتي المنهمرة بغزارة سمعت صوت المسؤولة تقول لي :مبروك حصلتي على أعلى علامة بالامتحان اسمك مع عدد من الاسماء في قائمة اخرى خاصة بالمميزين ! لم اصدق وقتها اني حصلت على اعلى علامة مسحت دموعي بظاهر يدي بعد أن اخذت منها موعد المقابلة الشخصية تمنيت أن اسمعها كلاما قاسيا فقد كانت السبب في تعكر مزاجي وبكائي ولكن الفرحة قضت تماما على مشاعري المحبطة منها بسرعة انطلقت الى اهلي في حديقة منزلنا ابشرهم بالخبر لم يصدق الجميع الخبر خاصة أن وجهي محتقن وجفوني محمرة وآثار الدموع لاتزال على وجنتاي اخييييرا بدأت رحلتي الى الجنة استيقظت يوم المقابلة الشخصية باكرا اخترت ملابس تميل الى الكلاسيكية وعقدت شعري الى الخلف بطريقة توحي بالجدية وانطلقت الى الجامعة هذه المرة بدون والدتي التي بدأت تتفهم اني كبرت ويمكن لي الاعتماد على نفسي اكتفت فقط باحتضاني والدعاء لي بالتوفيق بعدها ركبت مع والدي في السيارة فاوصلني الى الجامعة وطلب مني مكالمته فور خروجي من المقابلة
دخلت الجامعة وانا سعيدة جدا سأصبح احدى الطالبات فيها قريبا كانت كبيرة جدا مترامية الاطراف عكس مدرستي الصغيرة الدافئة ! تشعر وانت تمشي فيها انك تخترق المجهول بخوف ورهبة ربما لذلك اطلقوا عليها كلمة حرم فيقال حرم الجامعة ! المكان الذي اختبرت فيه للقبول كان المبنى التاسع والمبنى الخاص بالمقابلة هو المبنى الخامس ترى كيف سأصل الى هناك فأنا اكاد اكون تائهة بين هذه المباني المخيفة ! حمدت الله اني حضرت باكرا يبدو اني ساقضي بعض الوقت لايجاد ذلك المبنى ! اخيرا وجدت احدى عاملات النظافة فطلبت منها أن تدلني على المبنى اشارت الى مبنى بعييييد وقالت تلك كلية الطب واصلي السير في هذا الاتجاه استمريت امشي والشمس تكاد تصيبني بضربة قاتلة ! في طريقي وجدت مبنى صغير قريب من الكلية كتب عليه المشرحة احسست برعشة في جسمي ! هل سأدخل هذا المكان يوما ما طردت الفكرة من رأسي وواصلت السير فأنا لا أريد أن اشغل تفكيري بذلك الآن ! وصلت الى المبنى المطلوب وجدت عدد من الطالبات المتقدمات تعرفت على بعضهن في يوم التقديم والبعض الآخر لم يسبق لي رؤيتهن اطلاقا ! لم اصدق عيني عندما رأيت غادة هناك غادة تلك الغبية الكسولة التي كانت تنجح بالدف في المدرسة من المتقدمات صحيح ان والدها طبيب مشهور لأحد رجال الدولة ولكن هي شيء مختلف تماما فجأة وجدتها تقبل علي وتسلم .غادة : هلا لمى انت ايضا متقدمة لنفس الكلية لمى : نعم لم اتوقع رؤيتك هنـا خاصة اني لم ارك في الامتحان الاسبوع الماضي
غادة : كنت في نيس مع والدي ورجعت اول امس !
لمى : ماذا عن الامتحان ألن يتم اختبارك
غادة : لا فأبي تحدث مع وكيل الكلية وتم استثنائي
لمى : غريب هدى الخالد (الأولى على المنطقة) مرضت في ذلك اليوم ولم تستطع دخول الامتحان وفعل والدها المستحيل حتى تدخل هذه الكلية ولم يفلح
غادة : كان على والدها التحدث الى مسؤول أو كتابة معروض لاحد رجال الدولة المرموقين لمساعدته حتى في كلية الطب هناك واسطات لم اصدق ان هذه الغادة الغبية هنا فقد تخرجت بمجموع 64% فقط وهدى التي يتحدث الجميع عن ذكائها وفطنتها تحرم من الدخول لم استطع تحمل الكلام معها اكثر من ذلك فما ان رأيت وجه صديقتي مها حتى استأذنت من غادة وذهبت احتضن مها
لمى عبد العزيز ... لمى عبدالعزيز !وكالعادة لم اسمع اسمي عندما تم النداء عليه الا بعد ان هزتني احداهن لمعرفتها اني المقصودة فلم يبق غيري وغيرها في القاعة مشكلة الغرق في احلام اليقظة مشكلة اعاني منها منذ كنت طفلة يبدو انني استغرقت في احلامي بعد خروج مها ومريم من القاعة لاجراء المقابلة لهن بصعوبة توجهت الى غرفة المقابلة الشخصية فقد كانت احدى قدماي نائمة هي الاخرى ولو استرق احدهم السمع اليها جيدا لسمع لها شخيرا مميزا ! كنت اطمئن نفسي باني بلاشك سأقبل في الكلية فجموعي في الثانوية عالي كما اني حصلت على اعلى علامة في امتحان القبول ورغم ذلك قلبي كان في منتهى التمرد يدق بعنف وقوة ! شاركه في ازعاجي مثانتي التي استيقظت هي الاخرى من نومها لتعلن فجاة اني بحاجة للذهاب الى دورة المياة طبعا لم استطع طلب الحمام فأنا الآن في منتصف غرفة اللجنة الخاصة باجراء المقابلة !بهدوء جلست على كرسي الاعتراف يحيط بي لجنة مكونة من دكتورة كبيرة في السن استطيع أن اقول عنها في التسعين من العمر بدون تحفظ ! ورغم ذلك كانت تضع كميات كبيرة من المساحيق حتى انها بدت كمهرج في سيرك ! لفت نظري أكثر توصيلة شعر وضعت بشكل غبي فوق رأسها بجانبها دكتورة اكاد اقول اني اعرفها وجهها مألوف جدا لي ترى اين رأيت هذا الوجه من قبل قطعت تتابع أفكاري الدكتورة تلك عندما قالت لي باسلوب متهكم لمى عبدالعزيز هنا يا مرحبا يا مرحبا واضح انها تعرفني وواضح انها معرفة لا تبشر بخير مطلقا قالت لي بشكل عدائي : لنرى اذا كانت الصراحة ستنفعك هنا ايضا بصعوبة شديدة تذكرتها ! انها جارتنا الدكتورة عايدة يا الهي كيف يمكن ان تجمعني بها الاقدار هنا ! تأكدت بما لا يدع مجالا للشك أن حلم الدخول الى هذه الكلية اصبح مستحيلا ! نظرت بحسرة الى بقية المقاعد الخالية والتي كان يشغلها اعضاء اللجنة الآخرون يبدو انهم انصرفوا قبل دخولي بقليل لتبقى هذه الجنية المخيفة امامي كي تنتقم لم تكن مقابلة شخصية بالمفهوم المعروف كانت مقاتلة شخصية لولا الملامة كنت ضُربت فيها ضربا مبرحا كيف نسيت اني سأرى هذه الحية مرة اخرى خاصة انها تدرس في هذه الكلية منذ قرون ! قالت لي : تريدين ان تصبحي طبيبة ! نجوم السماء اقرب لك من ذلك في الحقيقة نداء مثانتي لم يكن ليجعلني انصت جيدا لها فقد كنت متوترة جدا وتفكيري منصب على الذهاب في اقرب فرصة الى دورة المياة ظلت تهذي وتتوعد اكثر من نصف ساعة والزبد يخرج من فمها فيتناثر على توصيلة شعر الدكتورة الاخرى وانا صامتة لا اجيب لم استطع صد مثانتي اكثر من ذلك فجأة فررت الى الخارج ابحث عن دورة المياة دون أن انظر خلفي !
كان ينقصي موسيقى تصويرية حزينة وانا في دورة المياه أمام المرآة المعلقة في الداخل انظر الى وجهي الملئ بالدموع غسلت وجهي عدة مرات ثم قررت أن اتوضأ واصلي كي ترتاح نفسي قليلا قبل ان اتصل على والدي ليأتي ويصحبني الى المنزل !ذهبت ابحث عن مكان للصلاة بينما دموعي تتساقط ! فرغت من صلاتي ورفعت يدي الى ربي ادعوه واشكي إليه همي وابث حزني ! اكتنفتني راحة غريبة ولذيذة وكأن شيئا لم يحدث لتحل بي مشاعر الرضا بقضاء الله بدل مشاعر الحزن والتعاسة ! اتصلت في النهاية على والدي ويبدو أن صوتي لايزال مضطربا مما حدث لي لأنه قال في نهاية المكالمة : لمى توكلي على الله فهو حسبك ! قلت : نعم الرب ونعم الخالق .. سلكت الطريق نفسه الذي اتيت منه وبحسرة نظرت الى مبني المشرحة الذي يبدو اني لن ادخله ابدا اكملت طريقي ووقفت عند مدخل الجامعة انتظر والدي الذي جاء بعد فترة ليصحبني الى المنزل كان منظري يدل على طامة كبيرة وقعت لي لذا لم يتكلم والدي كثيرا معي ونحن في الطريق ظل ينظر امامه في صمت ! وصلت الى المنزل كانت والدتي في انتظارنا بشوق وما ان رأتني حتى قالت : بشريني بالقبول !طأطأت رأسي وقلت : لا اعتقد اني سأقبل في الكلية احسست ان الأفضل لي ولهم معرفة الحقيقة وتقبلها من البداية بدلا من البقاء على امل كاذب هنا تحدث والدي بهدوء وقال لي : تركتك دون ازعاج في السيارة حتى تسردي لي ولوالدتك سبب الصدمة التي اراها على وجهك الآن فتقولي ما عندك مرة واحدة دون الضغط عليك باعادة شيء يزعجك مرتين مرة لي ومرة لوالدتك هيا أخبريني ما المشكلة ؟!أبي انسان رائع جدا في معاملتي كان يعاملني كجوهرة ثمينة نادرة ويحرص دائما على عدم جرح مشاعري بكلمة ويبدو اني تعودت على هذا الاسلوب فعلا فكانت اقل كلمة من أي شخص تجرحنى وتؤثر بي كثيرا فمابالك ما حدث لي اليوم من اهانة من الدكتورة عايدة الحرباء البغيضة اخيرا قلت: دخلت لجنة المقابلة الشخصية ولم يكن فيها سوى دكتورتان احداهما كبيرة جدا في السن اشك انها ترى او تسمع اصلا والأخرى كانت الدكتورة عايدة جارتنا في المبنى الذي كنا نقطنه سابقا لا تستطيع ان تقول أي من وجهي ابي وامي كان اكثر دهشة من الآخر! بصراحة لم استطع اخفاء ابتسامة ابت الا ان تظهر على شفتاي امام هذه التعابير التي رسمت على وجهي ابي وامي خاصة ان والدي بقي فاغرا فاه فترة من الزمن !قلت : اهانتني ونعتتني بصفات سيئة جدا وقالت بانني السبب وراء كل الكوارث التي حلت بعائلتها البغيضة فتركت المقابلة وخرجت دون أن انبس ببنت شفه قال والدي : لا عليك سنفكر في حل لهذه المشكلة ! كلية الطب ليست ملكها لتتحكم فيمن يقبل هناك ومن يرفض بقيت اردد كلام والدي خلال الايام التي سبقت نتائج القبول ! ويبدو ان والدي كان مخطئا وانا حالمة اكثر من اللازم فيوم النتيجة اثبت لي ان الحية عايدة استطاعت بجدارة التحكم في قبولي بالجامعة كانت صدمة قاتلة ! منتهى الاهانة ان يتم قبولي في الطب البيطري وجميع زميلاتي بمن فيهم الغبية غادة في الطب البشري ! قضيت ليلة النتائج باكية وحزينة بينما جميع زميلاتي اللاتي قبلن خرجن يحتفلن مع عائلتهن بهذا القبول اطفأت نور المصباح في غرفتي بالرغم ان الساعة لا تتجاوز الثامنة مساءا ثم وضعت رأسي على وسادتي اتنهد في حسرة وألم اتساءل هل ستنتهي بي احلامي الى معالجة البهائم والحمير في الحظائر ربما !
كان العرق يتصبب مني وإحدى الممرضات تمسحه بقطعة شاش باردة قلبي يخفق بشدة دون توقف وأنا اركز بصعوبة في محاولة اجراء عملية القلب المفتوح لأحد الحمير دون أن اتسبب في وفاته استيقظت من نومي وصوت نهيق مزعج يكاد يصم أذني نتيجة اعلامي زوجة الحمار انه مات بقيت بعد نتائج القبول عدة اسابيع هكذا تفترس حياتي سلسلة من الكوابيس التي يختلف ابطالها في كل مرة من حمير تنهق إلى كلاب تنبح واخيرا قطط تموء فقدت عدد من الكيلوجرامات من جراء الزعل وفقدان الشهية :(: كنت اتمنى أن لا ابدو حزينة هكذا امام والدي ولكنها كانت مشاعر اكبر من ان تختبئ وراء ستار اللامبالاة والرضى انا اؤمن بالقدر واؤمن بعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وان الله لا يظلم خلقه ابدا ولكن اؤمن اكثر ان للخلق القدرة على الظلم بكل سهولة وبدون ادني احساس بتأنيب الضمير تلك العايدة الخبيثة التي سمحت لنفسها ان تتحكم في مستقبلي وتمارس سلطة اعطت لها كي ترقى بالكلية وتختار الافضل فادخلت مشاكلها الشخصية في ذلك ! هي تحملني اخطاء ليس لي دخل فيها اطلاقا لم تكتشف ان اهمالها وبعدها عن ابنتها في وقت حرج هو من ادى الى الكارثة التي حلت بعائلتها ! ما اسهل ان نلقي التهم جزافا على الآخرين دون ان نحمل انفسنا شيئا منها فكرت في سحب اوراقي نهائيا من الكلية ! ولكن لا يزال بعض الأمل يراودني ولا ادري هل انصاع له لاصاب بصدمة اخرى ام اتخذ القرار واريح نفسي بترك الكلية حسنا ساتمسك بذلك الأمل فاحلامي بمستقبل مشرق تضغط عليّ بشكل لا يرحم !هذا هو اول يوم لي في الكلية اشعر ببعض المرارة والحزن لم اكن اتخيل ان اليوم الاول لي في الكلية التي كنت اتمناها سيكون صعب وقاسي هكذا استطاع والدي قبل عدة ايام التحدث الى وكيلة الكلية بشأن قبولي في الطب البيطري رغم تفوقي الدراسي مقارنة بمن قبلن في الطب البشري ! كما شرح للوكيلة ان قبولي هناك اعتمد على مقابلة شخصية لم يبقَ من اعضائها سوى عضوين من مجموع خمس اعضاء ! احداهما جارة قديمة لنا حدثت لنا معها الكثير من المشاكل ! طبعا نفت الوكيلة ان يكون هذا السبب الرئيسي وادعت ان اعضاء اللجنة فوق أي شبهات وانني استطيع ان اثبت العكس وانتقل الى الطب البشري اذا نجحت في سنة الاعدادي للطب بتفوق نقل لي والدي هذا الكلام في محاولة منه للقضاء على نظرة التعاسة في عيني ! كنت اثق بقدرتي على النجاح فانا احب الدراسة والعلم لذا قررت ان اقبل التحدي واثبت للجميع ان الذي يتحكم في مستقبل الافراد هم انفسهم وليس الآخرون ! وان الله عندما يغلق بابا في وجه عبده رحمته تفتح بابا اخر لن يراه الا لو اجتهد وعمل بجهد !
لمىىىىىى سمعت انك قبلت في كلية الحمير
صوت غادة البغيض سبب لي صدمة فجأة احسست بجفاف في حلقي واستدرت بهدوء لمواجهتها !ابتسمت ابتسامة عريضة فقد قرأت مرة ان الابتسامة في وجه المغلوب تفسد للغالب لذة الانتصار ! كانت تنتظر أي تعبير سوى الابتسامة لذلك زادت ابتسامتي كثيرا بعد ان رأيت تأثيرها السلبي على ملامح وجهها قلت : لا تشمت في اخيك فيشفيه الله ويبتليك ردت بسرعة : اشمت واضح ان الموضوع قد اثر عليك كثيرا
قلت : ما اثر في هو الظلم الواضح الذي جعل الـ 65% في الطب البشري والـ 95% في الطب البيطري
قالت : المجموع في الثانوي ليس مهما طالما لدي كل المقومات لأصبح طبيبة ممتازة
قلت : نعم فقبولك تم دون دخول الامتحان ايضا يبدو ان لديك من المقومات ما اعجز اللجنة عن مقاومته
ردت بعصبية وهي تنهي الحديث : لا تأخذي الموضوع بشكل شخصي كل شخص يأخذ في هذه الحياة نصيبه والافضل ان لا ينظر بغل وحقد لغيره وبسرعة انصرفت حتى لا تسمع ردي ! لم اصدق ان تلك الغبية تعتقد اني احقد عليها هكذا هم الأغبياء دائما يعللون أي نقد بأنه حقد وحسد دون رؤية بقية الصورة
لسه كل ده كنت بقول عليه ممل الجامد جاي بس كفايه كده النهاردة